Thursday, June 18, 2009

الحقيقة ....... الحل

مقدمة
الغرض الاساسى من كتابة هذا الكتاب هو الخروج من هذه الهوة الاجتماعية والفساد الاخلاقى الذي نعيش فيه فان البشرية رغم ما قد قامت به من اكتشافات الا انها تغوص في بحر من ظلمات الدنيوية الفكرية والمادية البحتة هذه المادية هي التي جعلت الاقتصاد بأنياب بشرية لا تنظر الا إلى خدمة أصحاب المال والنفوذ والسلطة ولا تسعى إلى بناء اجتماعي متكافل ولكنه للأسف انتشر الفقر في المجتمع والفساد بين أصحاب المال والسلطة وفى المقابل انتشر الفقر والجهل بين إفراد المجتمع ومن الطبيعي أن تنتشر الجرائم بين المجتمع ككل .لهذا أنا أود أن اخرج من هذا الكتاب بدليل أو طريق نستطيع أن نغير به شكل المجتمع وقيمة تجعل الناس جميعا لا يشعرون بالظلم ليس بناء فكرة المدينة الفاضلة ولكن على الأقل أريد أن أجد فكر اجتماعي وعلمي يستطيع ان يعيش المجتمع في ظله ويحس بأنه غير مظلوم أو مضطهد .ولهذا فانه لابد من إيجاد حلول بديلة غير هذه الأفكار التي طرحت من اجل البناء الاجتماعي والسياسي داخل الدولة وهذه القوانين التي تحكم المجتمع التي أثبتت فشلها بدليل هذا الفساد الذي نعيش فيه وهذا ما سوف اوضحهه في صفحات الكتاب .


الفكرة

إن أول ما بعثني على التفكير في كتابة هذا الموضوع كان هو هذه الدنيوية التي نعيش فيها الان ولا اقصد بهذا بشكل مباشر مجتماعتنا الاسلامية او مايسمى بالعربية ولكن بشكل اوسع انا اتلكم عن الانسانية وكيف اصبحت بهذا الشكل المتردى وما هو السبيل الى الخروج من هذه المشكلة وكيف يمكن حلها لماذا كل هذا الحقد المنتشر بين البشر لماذا الكره والظلم والحرب والقتل والكذب والخداع .

واننى اول مافكرت على المستوى الشخصى كان سؤالا طرحته على نفسى هو لماذا اعيش ؟

وكانت هناك اجابات مختلفه لهذا السؤال

منها اننى اعيش لكى احقق النجاح لنفسى واسعى لاثبات الذات وتكوين اسرة هذا مثلا ولكن وما الفائدة التى تعود على من هذا الشىء هذا ان كانت حياتى منتهية فما قيمة العمل الذى اقوم به وما قيمة الاسرة التى اكونها وماذا سأزرع فى صغارى من افكار وعلى ماذا سوف اربيهم وماذا ساترك لهم من بعدى .

هل مثلا ان انفع البشرية بما اقدمه من افكار او اختراعات.
وليكن هذا ماذا عندها استفيد انا على المستوى الشخصى وجدت ان المبرر الى كل هذا هو تخقيق نوع من السعادة الشخصية ومطلب نفسى الى حد ما وشعور سيزول بمجرد ان تنتهى اللحظه التى حدث فيها هذا الشىء اذا فما الفائدة الحقيقية .

ومازال السؤال قائما ما الهدف من هذه الحياة ولماذا اعيش؟!! .


وجدت انا هناك فى النفس مطامع قد تكون هى الدافع فى الحياة وهى المحرض لها منها دوافع جيده ومنها شهوات واغراض دنيوية أخرى وايا ماتكون هذه الرغبات والشهوات فانه لاحد لها ولا نهاية ولا مقوض ولا قانون يحدد او يمنع اى رغبة او هدف او شهوة او طموح الا اذا كان هناك قانون او حدود فرضها علينا المجتمع او التقاليد والعادات او هناك دين او عرف يمنع او يحرم او يجرم فعل ما أريد القيام به .

وكان التفكير ألأجدى هو ليس فقط السبب فى وجودى ولكن من المسبب وما الحكمة من هذا ؟

عندها وجدت اول السبيل ورايت ان الهدف من الحياة عبادة الله .

هذا لانه الخالق ليس لهذا فقط وانما انا لااستطيع ان اتحكم فى شىء من الحياة حتى فى نفسى الا بارادته وهو الذى خلقنى والله هو من يعلم أجلى ومتى اموت وروحى التى بداخلى انا لم أأتى بها وانما انا وجدت ونشات ثم اكتشفتها فمن رعها كل هذا الوقت دون أن أكتشفها .

غير أن كل هذه المخلوقات المسخره من حولى وجدت أن هناك قوة إلهية هى التى سخرتها لى فانه من هذه الحيوانات من هو اشد قوة منى فلماذا لا يقتلنى او يتمرد على وهناك مخلوقات فى الكون تدل على هذا انها بالفعل العظمة الالهية .

فكان من الاولى لى ان اعترف ان سبب الوجود فى الكون هو الله وسبب وجودى هو الله ولهذا انا اعيش لكى اعبد الله

وكانت الاجابة شافية ومنتهية ومقنعه .

ولكى يتغير المجتمع فلابد من تغير المفاهيم التى نتعامل بها الان مع بعضنا البعض كافراد او مع المجتمعات مع المجتمعات الاخرى ولكى نصنع فرق جوهرى ونتقدم لابد أن يكون تعامل الفرد مع الناس من منطلق أنه يعامل الله اولا قبل ان يعامل الفرد وهناك ثلاثة اشياء اساسية لابد ان نضعها كخطة لتغير الافراد والمجتمع ككل :

1- ان نصنع هدف هذا الهدف يشعر به الفرد كل واحد بذاته وان يكون هذا الهدف هو هدف للمجتمع ككل وسنوضح هذا فيما بعد فى باقى الكتاب ولكن بايجاز هو ان يكون هم الفرد والمجتمع واحد لكى يشعر الفرد بقيمته فى المجتمع ولكى يستطيع المجتمع من توظيف قدرات الافراد داخله حسب قدرة وامكانيات كل فرد فيه .

2 - المشاركه مبدأ المشاركة لجميع الافراد داخل المجتمع والاحساس بالوحدة الواحدة داخل المجتمع بمعنى ان جميع الافراد هم اخوة بعضهم البعض وانهم جميعا يسعون ويجتهدون من اجل هذا الهدف ويكون التنافس بحب ومن خلال السعى جميعا للنجاح وليس ان يشعر كل انسان ان الاخرين أعداء له فى المجتمع ويضمرون له الضغينة .


3- فى مجمل كل هذا لن يتحقق الا بإيمان جميع الافراد بهذا الهدف واقتناعهم به وان يكون كل فرد فى المجتمع والمجتمع مؤمنين بما يسعون لتحقيقه .

اذا فبعد كل هذا السؤال الطبيعى ماذا يكون الهدف الامثل لتحقيقه وكيف نصنع المشاركة المطلوبة وكيف يمكن ان نجعل الافراد مؤمنين بهذا الهدف .

انها كلمة لا اله الا الله كلمة التوحيد هى اللتى ستجمع كل هذا المجتمع ولكى نعرف الطريق اللذى نسلكه لن يتحقق الا بسلوك طريق محمد رسول الله

لهذا فان لا اله الا الله محمد رسول الله هى الهدف والمنهج والطريق وبهذا ننتقل الى باقى الكتاب لكى نفهم بقية الافكار ونعرف كيف تكون العبادة وكيف نحقق الهدف وكيف نلتمس الطريق .

هذا ماسنوضحه فى الكتاب






واقع أليم

لن ابحث الان فى شرح هذا الواقع الا انه من المهم فقط ان نشخص المرض لكى نحدد العوارض منها يمكن تحديد السبب والطريق الى اكتشاف الحل

انه وعلى المستوى البشرى اجد انه من المهم جدا ان نعرف ما الواقع المحيط بنا الان وماذا يريد الاخرون منا وما الدافع لهذا ولما يقوموا بهذا التصرف .

هذا بالنسبة لانى اعيش فى بلاد الشرق ولكن انا انظر الى البشرية بالنظرة الاخوية ان كل من يعيش على هذه الارض هم من لدن ادم عليه السلام هو ابو البشر واول الخليقة ان الناس كانوا امة واحدة وجعلهم الله قبائل ليتعارفوا فما اللذى جعلهم يتحاربوا ويتقاتلوا وعلى ماذا يتقاتلون وماذا سيستفيدون من تللك الحرب والى من ترجع هذه الفوائد ومن المحرض الاساسى لهذه الحرب ؟؟ .

ان الحروب التى نشبت فى العالم فى العصر الحديث لها ابعاد مختلفه من اهمها الابعاد الشخصية فعلى مستوى الدول نجد ان من يحرك هذه الدول العظمى منها والنامية هم افراد ولهم اهداف وقناعت شخصية تختلف وتتفق مع اخرين فى نفس المجتمع وايضا لها ابعاد فكرية لهؤلاء الاشخاص تؤمن بها شعوبهم واحيانا لاتؤمن ببعضها ولكن مصير قرارات الحروب يرجع فى النهاية الى هؤلاء الاشخاص .

والحروب فى النهاية لايخوضها هؤلاء الاشخاص بانفسهم بل تتحرك جيوش هم يملكون القرار فيها ومن يموت ومن يعيش فى النهاية ليس هؤلاء الاشخاص وتخسر الشعوب ابنائها جراء هذه القرارات والمصالح الشخصية وهناك حروب نشبت كانت شعوب باسرها معتقدة ومؤمنه بها انها تختلف فى شكل ما ولكن فى النهاية هى حرب بها موت وحياة و بها خاسر و بها فائز فى الحرب .

ولكن على الصعيد الانسانى نجد ان جميع البشر لا يملكون احقادا شخصية مع شعوب اخرى اذا فلما يتحارب طرفان من دول مختلفه ويقتل احدهما الاخر دون ان يعرف اى منهما السبب غير ان صانعى القرار اتخذوا القرار بالحرب وهنا بيت القصيد اى ان الحرب لمن وعلى من بغض النظر عن الرابح او الخاسر فى هذه الحرب من مات هم بشر ومن قتلهم بشر مثلهم انها قصة بداية البشرية تتكرر .

وعلى مستوى اخر اننا نجد هذا الانحدار الاخلاقى المنتشر فى جماعات متعددة وبلدان ودول مختلفه هذا الانحدار الاخلاقى انما هو الناتح الطبيعى لعدم وجود الهوية الفكرية فهذه الشعوب التى تقاتلت هل تقاتلت من اجل هدف اسمى ام من اجل مطامع شخصية دنيوية عندها يكمن الفرق فى ان الهدف من الحرب هو الاساس وليس الحرب لان الحروب لا مفر منها وانها سوف تحدث شئنا ام ابينا ولكن ماذا بعد الحرب هل هناك حضارة ام هناك دمار وخراب هذا لايحدده سوى لاى هدف قامت الحرب ومن اجل ماذا؟ .

ان ما نشهده الان فى واقعنا من كذب وخداع ونفاق ناهيك عن القتل والسرقة والزنى والفجور وانتشار السعى وراء الملذات والمتع والنساء كلها دليل على هذا الفراغ الفكرى المحض وانه لايوجد شىء يقود هذا العقل البشرى ولا هدف له يسعى لتخقيقه رغم كل هذه الانجازات العلمية والصعود الى القمر وعصر السموات المفتوحة والنقله الخضارية الرهيبة والثورة العلمية والتكنولوجيا المتقدمة كلها استخدمها الانسان فى تدمير بيئته المحيطة به والسبب فى هذا أن ما يحرك هذا الانسان إما أفكار خاطئة أو مفاهيم مغلوطة او نزعات وطموحات شخصية عندها تكون نتيجة الاكتشافات كلها ليست فى سبيل خدمة البشرية لان البشرية كلها اصبحت لاتعرف الهدف من وراء هذا الاكتشاف وما السبب الحقيقى فى هذا البحث العلمى .

بل ان الانسان استخدم هذه الاكتشافات فى انتصار جهة ما على حهة اخرى او انه استخدمها فى تدمير مجموعة اخرى من البشر يختلف معهم فى المصلحة او الفكر او فى المعتقد والدين وايا ما يكون السبب احتكر الاكتشاف مجموعة من البشر وفئة من الفئات على فئة اخرى وجعلوا العالم مستويات منها دول العالم الاول ودول العالم الثانى ودول العالم الثالث النامى بل وتكتلت الثروات لدى جهة محددة او مجموعة بعينها واحتكروا العلم لديهم ولم ينشروه اعتقادا منهم انهم هم فقط اصحاب المعرفة وهم فقط المكتشفون ولا يجب ان يصل الى هذه الاسرار اى فئة اخرى من البشر والهدف من كل هذا هو بسط النفوذ والقوة على باقى البشرية .

ان المتأمل فى هذا يعرف جيدا ان هؤلاء المجموعة ليست عندهم روح الانسانية ولا يوجد لديهم قيمة اسمى من الاكتشاف العلمى ويسعون فقط لاثبات انهم الاجدر وهذا إن دل على شئ يدل على مدى هذا الفراغ الفكرى والفقر الانسانى والشعور بالخوف من الاخرين لهذا هم يحاولون منع اى انسان اخر من الوصول الى هذا العلم ليظلوا هم الاقوى هذا لانهم لايملكون قيما او معتقدات تدلهم على ان البشر جميعهم إخوة في الإنسانية وأنهم لا يدركون أن العمل في الحياة الدنيا زائل لا محالة وان الاخرة هى دار القرار انهم ياملون العيش فى الحياة الدنيا الف عام او طوال العمر لايعلمون ان مصير الدنيا الى زوال .

نجد على مستوى العلاقات الانسانية داخل المجتمع ان جميع الافراد تحكمهم المصلحة المشتركة فى اى علاقة وانه هناك سبب وراء معرفة اى انسان بالاخر وان فى النهاية لابد من وجود شىء ما استفيد به من معرفة هذا الشخص دون النظر الى المشاعر والترابط الانسانى بين اى انسان واخر وكانه ماتت الاخوه البشرية اصبح المجتمع كله يتصارع من اجل ماديات فانية ومنتهية ولا احد يعلم ان ما سيبقى ليس الا هذا الشعور بالحب من انسان اخر تجمعنا بينه وبيننا صداقة وعلاقة انسانية طيبة .

اصبح الكذب هو الشعار الاول والطريقة العادية فى التعامل وكأن احد من كلا الطرفين سيقتل الاخر والمراوغه هى السبيل الوحيد فى التعامل ولا يامن اى انسان على نفسه من اخيه حتى وان لم يكن يعرفه مع انهم فى نفس المجتمع ومن نفس المكان ونفس البيئة .

لم يصبح الصراع فى الحياة من اجل الرزق صراع يسعى كل انسان على نصيبة بل انه لابد وان يستخوذ على كل ما تصل اليه يديه والطمع والجشع امر طبيعى ومبرر وعادى وكانه لا توجد مشاعر انسانينه وكاننا لسنا بشر .

فى الحقيقة نحن بالفعل نعيش قانون الغابة تحكمنا الشهوات وتحركنا الغرائز ولا قيم ولا اخلاق ولا فكر ولا عقيدة انها الحقيقة .


بهذا الشكل تصبخ البشرية قد شارفت على الانتهاء وبدات اولى خطواتها فى الزوال واتجهت الى الهاوية هذا لانه كل ما تستخدمه وما سخره الله لها فقط تستخدمه لقتل النفس البشرية وتسعى كل فئة الى تدمير الفئة الاخرى وهذا فى النهاية سيؤدى الى فناء الجميع واختراعات الانسان التى قدمها الى البشرية ولانه لايوجد عنده الان هذه القيمة الفكرية التى تعلمه ما الهدف من الحياة وجد نفسه يسير كالاعمى لايعرف ماذا اكتشف وصنع لنفسه اشياء تقضى عليه من فيروسات واوبئة وامراض مزمنه ومستعصية ومن حروب بتكنولوجيا متقدمة وايضا من ناتج وجود امراض اخرى تنتج عن هذه التكنولوجيا وهذا البعد الانسانى الواضح فى العلاقات بين البشر لايؤدى الا الى الزوال.

ولو نظرنا الى الطبيعة التى منحنا الله اياها نجد انه ايضا هذه الطبيعة دمرها الانسان بقصد او بغير قصد نتيجة التوسع العمرانى او نتيجة زيادة عدد البشر او نتيجة الابحاث العلمية الوراثية او لاى سبب اخر ان البشرية تقود نفسها الى النهاية وهذا مصير محتوم وليست المشكلة هى المشارفة على النهاية ان لكل شىء بداية ونهاية ولكن يكمن المرض الان لماذا كل هذه الامراض ولماذا كل هذه الجرائم ولماذا كل هذا الخراب على الارض اذا حاولت ان ترى مشهدا جميلا تجد الصورة ملوثة بالاختراعات البشرية والجدران الاسمنتية وتجد ان جميع اللذين يسكونون بهذه المدن ياعنون من اضطرابات نفسية وعصبية وكل هذا سببه الانسان وما صنعه بنفسه .

ولكن دعونا نبدا فى تصور لشكل البشرية الان وما هى الحضرات الموجوده وما السبب فى هذا كله .




نظره عامه على الامم

فى البداية قبل أن نتصور المشهد الان اريد ان استعرض مجمل الحضرات وما الت اليه قبل ان نتامل فى ما هو موجود فى العصر الحديث ولن يكون السرد بشكل تاريخى ولكن فقط اريد ان اتفهم من ما قد مضى من شكل الإنسانية وماذا كانت عليه وماذا كانت تؤمن به من افكار وماذا قامت به من اكتشافات وماذا تركت من تاريخ وفنون وادب وعلوم مختلفه وماذا كانت اسسها وعقيدتها وأفكارها بشكل عام .

فى البداية ارى ان العالم كانت حضارته القديمة في مصر والصين وبابل والهند والرومان وهم اهم الاماكن التى ظهرت بها حضارات وتركت اثارا تدل على ماكنت تمتلك هذه الحضارات من علوم وفن وثقافة وفكر

بداية بالحضارة الفرعونية بشكل سريع نجد ان العالم سيظل واقفا منبهرا بما تركه الفراعنه طوال الوقت في فن التحنيط قيمته ليست فقط فى احتفاظ المومياء بكل هذا القدر من هيكلها البشرى حتى من الشعر والجلد ولكن فى السر ايضا الى كيف تم هذا وحتى لو وصلنا الى السر سوف نجد انفسنا امام واقع يؤكد انه ما وصلنا اليه من اكتشافات قد لايكون مثل ما توصل اليه بشر عاشوا قبلنا منذ عشرة الاف عام وقدموا للبشريه هذا النمودج العلمى المبهر هذا فى مجال علم التشريخ والطب مثلا

فى علم الكمياء نجد كمثال انهم توصولوا الى مركبات كيمائية لاينتهى اثرها بعومل الطبيعه كالشمس والماء والهواء والتربه ولا تتفاعل ولا تتحلل كل هذا فى الالوان الموجوده على الجدران فى المعابد وعلى التوابيت وداخل الاهرامات وغيرها وايضا يؤكد انهم منذ عشرة الاف عام توصولوا الى اكتشافت لم نصل اليها فى العصر الحديث

ناهيك عن العماره وفن البناء انها من اهم عجائب الدنيا السبع اهرامات الجيزة هذا الشكل الهرمى عجيب البناء منذ قديم الازل يقف راسخا فى مكانه ليدلل على ما كانوا عليه من قدره عجيبه فى البناء والعماره بخلاف بهو الاعمده ومعبد الكرنك كثير جدا اشياء واماكن مازالت موجوده.

على المستوى الانسانى نجدهم اول من اكتشف الموسيقى ومرسوم على معابدهم وايضا الكتابه وكل ما يتعلق بمقومات الحضارة الحديثة كان بشكل يؤكد انه مجتمع متخضر حديث

فى النهاية ماذا وصلت اليه الحضارة الفرعونية وصلت الى النهاية وساكمل باقى الفكره بعد سرد امثله اخرى لحضارات مختلفة .

ننظر الى حضارة اخرى وهى الحضارة الصينية وهذا السور العظيم اللذى يجعلنا نقف متسائلين كيف بنى دون وجود أليات البناء الحديث وليس فقط سور الصين العظيم ولكن ايضا كانت تمتلك هذه الحضاره جماليات فى الفن والثقافة موجوده الى الان فى معتقدات ومعابد الصينين وهم بحايتهم التى مازالوا متمسكين بجزء من ما بقى منها فان بهذه الحضارة ما يؤكد على ان ما كانت تمتلكه هذه الحضارة من ثقافة وفن وعلوم وغيره مايظهر جليا فى كل الاثار المتبقية من الحضارة الصينية



حضارة بابل وهى ايضا من الحضارت القديمه التى ظهر بها اول قانون او سمة مايسمى بالدستور فى عهد حامورابى وحدائق بابل المعلقة وابراج بابل التى كانت اهم مراصد النجوم وعلم الفلك وكانت هذه الحضاره مملؤة بالكثير من العلوم والثقافه والمعرفه ومايوجد من اثار يؤكد على ما كانت عليه هذه الحضاره من تميز وما بقى من اثار مدينة بابال يعطينا فكره عن كيف كان شكل العماره فى هذه الحضارة وكيف كانت من اجمل البلدان التى لم يسبق لها مثيل فى الجمال .



وفى الهند يكفينا فى البداية حكايات كليلة ودمنه لنعرف كبف كانوا على هذا المستوى من الادب والفكر وكيف كان المستوى الاخلاقى لهم وايضا اذا راينا قصر تاج محل نرى كيف ان هؤلاء البشر كانوا على هذه القدرة فى الفن والعمارة وكيف ولا تزال الهند تمتلك هذه الثروة البشرية الخلاقة وما بقى من هذه الاثار المليئة بالاسرارا الهندية يعطينا مؤشر الى اى مدى يمتلك هؤلاء البشر من مشاعر فى الحب والعلاقات الانسانية .

وبعد هذا نشات اهم حضارتان فى التاريخ هم الفرس والروم من اشهر الحضارات وكانوا على صراع متصل سببه هو ان كل طرف يريد ان يكون هو الاقوى على الاطلاق ويمحوا الطرف الاخر ولكن بعيدا عن هذا نجد ان كل طرف على حدى كان له من العلم والمعرفة والثقافة والفنون الكثير الذى لايزال اثره الى الان موجود اول من شيد المسارح كانت الحضاره الرومانية وظهر فيهم اهم العلماء فى البشريرة اللذين وضعوا لبنات العلم التى سيهتدى بها باقى البشر فيما بعد حتى وصولا الى عصرنا هذا وكانت الحضارة الرومانية قد امتلكت اوروبا وامتلكت افريقيا وخضع نصف العالم تحت سيطرتها وكانت تمتلك نظام سياسى حقيقى واعراف وقوانين تحكم القصر الملكى والشعب كانت تدل على انهم بالفعل يمتلكون اسس يقيمون عليها خضارة قوية حقيقة تستحق ان تعيش .

على الجانب الاخر نجد الحضارة الفارسية رغم ما تعرضت له من تشويه من قبل الرومان بعد ان سخقتهم الا ان الحقيقة غير هذا فلم يكن الفرس برابرة أكلى لحوم بشر بل كانت لهم اساليب مختلفة فى فكرهم وما بنوا عليه اساس اجتماعى نشأت عليه حضارتهم وبالفعل تركوا لنا اثارا تؤكد على هذا كله وما وجد من كتابات تعود الى العصر الفارسى تؤكد انهم كانوا يمتلكون هذا القدر العالى من العقل والا ماكانوا يستطيعوا ان يعيشوا تللك الفترة الزمنية الطويلة فما قاموا به من اكتشافات تؤهلهم لمواجهة قوى تضاهى قوتهم فى عصرهم يدل الى اى مدى كانت هذه الحضارة حضارة حقيقية شأنها شان الحضارة الرومانية .


الى الان نجد اننا وبعد كل هذا هل الانسان الذي عاش في كل هذه الفترات الزمنية يستحق ان يقال عليه انسان خلاق مبدع فى الحقيقة الاجابة بلا لانه لم تكن الصورة بهذا الجمال اللذى نتصوره فللاسف جميع هذه الحضارات اشتركت فى شىء اساسى ان اصحاب السلطة واصحاب السمو والملوك فى هذه الحضارات هم من يعيشون فى النعيم وان اغلبية الشعب كانوا بدون مبالغة فى عداد الاموات ذلك لان كل الثروات كانت ملك الفئة القلية الثرية فى المجتمع وباقى المجتمع لا يملك شيئا وللاسف رغم مانجده على جدران المعابد واثار تلك الحضارات جميعها الا اننا لو دخلنا فى عمق كل حضارة سنكتشف ان كل مابنيت عليه من افكار كانت واهية وكانت السبب فى دمارها جميعا ذلك لان جميع تلك الحضارات ساد فيها الظلم من الانسان الأقوى الى الانسان الضعيف واصبح من يملكون الثروة هم من يعيشون فى القصور وان باقى طبقات المجتمع لا تعيش ولا تمتلك مقدارا قد يطلق عليه حياة سلبت الحريات وانتشر الفساد وعم الظلم والفساد الاخلاقى المتدنى فى الشهوات والملذات كان صفة غالبة على المجتمع فى كل حضارة منهم .

حميع هذه الحضارات قد اوجدت لنفسها عقيدة تؤمن بها وسعت الى ايجاد إله تؤمن به وجعلت هناك من يقومون على الاشراف على هذه العبادات ويشرعون ويحرمون وفق الاهواء البشرية وصنعوا إلى انفسهم عقائدهم التى يؤمنون بها واللتى يسيطرون عليها ومن الممكن تغير شىء منها اذا احتاجوا الى هذا ولكن كانت تطبق هذه الاحكام والاوامر على عامة الناس من الشعب واقل الناس شأنا فى المجتمع واذا اعترضت احد هذه اللوائح واحدا من الملوك كان من الممكن تغيرها او عدم محكامتهم وكأن شيئا لم يكن .

هكذا كان الانسان بدون شك مهتم بوجود عقيدة يؤمن بها ايا ما تكون العقيدة والحقيقة ان كل هذه الحضارات كانت لن تقوم الا اذا اوجدت لنفسها هذا الشىء الذي يجعلها تؤسس الى حضارة حقيقية فلا يمكن ان تنشاء اى حضارة بلا هذا الاساس العقيدى وتلك القوانين التى تنظم حياة الافراد داخل هذا المجمتمع وهنا يكمن السر الحقيقى فى نشأت وانهيار الحضارات انها هذه الهوية الفكرية انها تلك العقيدة انه هذا الفكر اللذى نبنى عليه الاساس الاجتماعى داخل المجتمع ونحدد به علاقات الافراد داخله ونحدد مدى الترابط بين هذا المجتمع والمجتمعات المحيطة به وهنا جوهر الامر فى خطره او قوته وخطورة الامر ان كل شىء فى هذه الحياة يكون المحرك الاساسى له هى هذه العقيدة اللتى يؤمن بها الافراد داخل هذا المجتمع فانها تتسبب بمقتل اناس وحياة اناس وتتسبب ببقاء هؤلاء البشر او زوالهم

هذا لان هذه الحضارات جميعها اشتركوا في أنهم كانوا يملكون الكم الاكببر من الحضارة والمدنية واللتان تقومان على اساس من القيم المادية دون وجود مثل عليا تقتدى بهى وترشدها الى الطريق الصحيح وذلك لان الحضارة نفسها ليست الهدف وانما الوسيلة لتحقيق الهدف ولما كان الهدف ضائع بالنسبة اليهم تحول هذا التقدم الحضارى الى وسيلة دمار اخلاقى وانحطاط

فكانت الفرس او الحضارة الفارسية تشتهر بديانة فلسفية كانت الزرادشتية التى كان يعتنقوها ذوو السلطة والحاكمون وكان من فلسفتها تفضيل زواج الرجل بامه واخته او ابنته وكان فيها المزدكية التى قامت على فلسفة اخرى هى حل النساء واباحة الاموال وجعل الناس شركة فيها كاشتراكهم فى الماء والنار .

وأما الحضارة الرومانية لم تكن اقل انحلا لا من الفرس فقد كانت تسودها حياة التبذل والانحطاط الخلقى والظلم الاقتصادى وفرض الضرائب على الناس وكانت تسيطر عليها الروح الاستعمارية وكانت منهمكة فى خلاف دينى بينها وبين نصارى الشام فى مصر من جهة اخرى وكانت تعتمد على قوتها العسكرية وطموحها الاستعمارى فى نشر المسيحسة والتلاعب بها حسبما توحى به مطامعها وأهوؤها الاستعمارية .

ثم بعد كل هذه الحضارات بدات تظهر حضارة الاسلام او الحضارة الاسلامية فى هذا الوقت من الزمن الذى اندثرت فيه القيم الاخلاقيه وانتهت الانسانية الى الشهوات والملذات والمتع الدنيوية واستخدمت كل الحضارة والتقدم بدون وعى .


ظهر الاسلام فى شبه الجزيرة العربية وكان يعيش اهل الجزيرة العربة فى مكان شبه منعزل عن العالم تقريبا اذ لم تكن منطقة الجزيرة العربية مكان تريد ان تسيطر عليه احد الدول العظمى أنذاك وكان اهل الجزيرة اذا جاز التعبير على الفطرة الانسانية بشكل كبير كانت تسودهم ارواح اخلاقية وشيم عربيه اصيلة ويختلطها أيضا اندفاعات خلقية بغيضة فكان العرب اشد الناس كرم واخلاق ونجدة واباء ولكنهم كانوا يقتلون اطفالهم ويبددون اموالهم ويستحل قبائل نساء واموال قبائل اخرى منهم وكانت تقوم الحروب بينهم على اتفه الاسباب .

لذلك فان اختيار المولى عز وجل لان تكون هذه الارض مهد الرسالة المحمدية كان اختيار فى قمة الحكمة الالهية والبلاغة فإن هذا المكان هو الاصلاح لان يحتوى بذرة نشأة حضارة جديدة دون ان تتشكل ثقافة وهوية هؤلاء البشر متأثرة بثقافات اخرى ودون ان تتأثر بغزوات من احد هذه الدول العظمى فتقضى على الحضارة فى مستهلها دون ان تكون قد أصبحت على القدر الذى يؤهلها لان تقاوم هذه الحيوش التى تحمل احدث الاسلحة وكان الاختيار الحغرافى ذا عامل مهم فيتميز الاسلام بالوسطية فى كل شىء فكان المكان فى الجزيرة العربية وسط العالم ووسط هذه الحضارات مما مهد بعد ذلك الى ان تكون هذه الجزيرة العربية منبر النور وسط هذا الظلام الانسانى والتوحش الاخلاقى وكان ايضا سبيل لخروج الحضارة من خلال انشاء العلاقات التجارية مع كل البلدان المحيطة بها وكان الاختيار الزمنى ايضا مهما لانه كان هذا الوقت يعوذ الانسان شئ جديد يغير من شكل العالم ويظهر للانسان الهدف الخقيقى وراء الحضاره والسبب فى الحياة هنا اريد ان اقول ان الاسلام ليس دين عبادات وصلوات وطقوس بل انه بناء اجتماعى واساس لفكر حضارى للبشرية كلها وأؤكد على انه كان الانسان فى حاجه ماسه اليه وكان الله يريد للناس الخير فبعث لهم نبى امى رباه المولى عز وجل وربى هذه الفئة من البشر واختارهم ليكونوا اساس امه تعطى العالم فيما بعد معنى الاخلاق والقيم والمثل وطريق الحضارة الحقيقية .

دون ان نسرد التاريخ الاسلامى فاننا لسنا بصد كتابت تاريخ او سيرة لاى امة انقضت ولكن نريد ان نصل الى تصور ما الى شكل الطريق الصحيح واسعى الى اكتشاف الحقيقة فى بناء مجتمع انسانى صالح على هذه الارض ولكل البشرية

انهار الاسلام فيما بعد وانتهت الدولة الاسلامية فى اخر عهد لها فى الدولة العثمانية بعدما تحول الهدف الذى خرجت من اجله الرساله المحمدية بين البشر فى هذا المجتمع الاسلامى الى مطامع فى ارض وثروات واموال وسلطه ونفوذ وتاهت المقاصد الاساسية لنشر الفكر الاسلامى والدعوه الانسانية على يد الرسول الكريم محمد (ص) وتحلوت الدولة الاسلامية بأسرها الى دويلات وانهكتها الصراعات فيما بينها بعضها البعض وبين الدول المحيطة بها من جانب أخر

وبدات انجلترا فى السيطرة على العالم فى منطقة الشرق بشكل كبير متقاسمة الدول او المستعمرات كما سميت أن ذاك بينها وبين فرنسا وباقى دول اوروبا .

بعد نجاح الثورة الصناعية فى فرنسا وانتشار اساس علمى قوى تحول المجتمع فى منطقتي أوروبا إلى منطقة مؤهلة الى قيادة العالم بما تمتلكه من مقومات علمية واكتشافت واختراعات على المستوى العلمى ولكن فى هذا الوقت واجهت منبر يمثل الشكل الاخلاقى واساس بناء الروح الانسانية وهو الكنيسة ولان الكنيسة لم تكن تحتوى على ما يجعل الانسان متمسك بها ولانها اصبحت خاوية والقائمون عليها يمارسون كل اساليب الخداع والغش والمراوغه ليظلوا قادرين على التحكم فى البشر ويظلوا يمتلكون كل الاموال الموجوده فى المجتمع ويخضعوا كل من يعيش فى هذا المجتمع تحت تصرفهم مارسوا فى البداية كل السبل للقضاء على هذه الثورة العلمية فى بدايتها وهنا يجب ان اشير الى شىء انه لايمكن ابدا ان يختلف الدين مع العلم بل هم شىء واحد ولكن لان الدين الذى كان فى الكنيسة قد تحرف وتلاعبت به مجموعه من البشر ليشتروا به ثمنا قليلا وعرضا زائلا من متع الحياة الدنيا خلا فى جوهره من ما يحعل الانسان يستشعر فيه انه على صواب ويؤمن به من داخله فثار الانسان فى هذا المجتمع على الكنيسة التى قيدته واخرته وانهكته ثار على هذا الجين المتمثل فى الكنيسة وكان هذا امر بديهى وطبيعى ولكنه للاسف كان هو بداية الى ضلام وشر كبير يحيط بالانسان لانه وللاسف لايمكن للانسان بدون هذه القيم الانسانية التى اوجدها داخل الكتب السماوية ان يقيم حضارة انسانية صالحة وهذا ما حدث بالفعل.

انتشر العلم وقامت الحضارة فى العصر الحديث على اسس مادية وعلمية مما تطور فيما بعد الى نشر ما يسمى بالعلمانية واصبح العلم نفسه هو الاله .

المشكلة


كان فى بداية العصر الحديث يقود الانسان الاكتشافات العلمية الى اكتشافات اخرى وكان الهدف فى البداية هو المزيد من الاكتشاف ولكن مع مرور الوقت امتلك الانسان مفاتيخ علمية تؤهله فى قدرة حقيقية على التحكم فى الكرة الأرضية بشكل كبير وبدات تتغير الوجهه وظهرت المطامع الانسانية متجلية فى بسط هذه الدول التى امتلكت العلم الحديث في نفوذها على العالم ليس فقط بهدف الاستعمار من اجل البقاء او من اجل الثروات ولكنه كان ايمان بما اكتشفوه وامنوا به نجد ان نابليون بونابرت فى حروبه كانت له معتقدات فى هذا العالم أن الإنسان وان البشرية تحتاج الى من يقودها الى الصواب وظهر هذا حتى فى الحملة الفرنسية على مصر ان جيوش نابليون لم تكن تحمل فقط البنادق والمدافع بل انه كان مع الجيش العسكرى جيش اخر من العلماء فى كل المجالات ليكتشفوا طباع هذه البشر وعادتهم ومعتقادتهم كان مؤمن ان كل البشر على خطأ وانه على صواب وانه يريد ان ينقل العالم الى الخير ولكنه لانه كانت تحركه مفاهيم خاطئة تحول الهدف النبيل الى حروب وقتل البشر وانهمك فى حروب مع دول اوروبية مجاورة وتاهت الجيوش الفرنسية فى مختلف بلدان العالم ولم تقدر على مواصلة الطريق ولكن العالم فى اوروبا كان فى بداية نشأته وكان على قوة تجعله يبدأ الطريق لبناء حضارته الجديدة بما اصبخ مؤمن به فى ذاته من علم واكتشاف يزداد يوما بعد يوم ووجد نفسه يحتاج الى مقوم اخلاقى يبنى عليه هذه الحضارة دون ان يتحكم فى القرارات الاساسية للاتجاه الذى تسعى له الدولة فعاد الى الكنيسة وجعلها تتولى المجتمع فى ان تنشر الفكر الدينى داخل المجتمع بما لا يتعارض مع الافكار العلمية التى يؤمنوا بها وهنا كانت المصيبة الاولى فى اول الطريق الحضارى لانهم اختارو ما يشاؤن بناء على رغباتهم الشخصية لا بناء على دليل حقيقى لهذا الاساس الفكرى الذى يريدون أن يبنوا عليه مجتمعهم واعتمدوا فى هذا على مجموعة من الفلاسفة بنظريات جديدة مبنية على اسس علمية مادية لكى يقبلها العقل الذى اصبح لايؤمن باشى شىء ليس له دليل مادى وجعل الكنيسة تقوم بدور روحانى يتمثل فى طقوس وعبادات فقط دون ان يتتطرق الى تغير فى جوهر بناء المجتمع وهذا اوجد المجتمع الاوروبى فى حضارته الجديدة هذا الخليط الجيد الذى يناسب هذه الحضارة وما يحعل لها هوية فكرية مبنية على اساس علمى قوى وهو المحرك الاساسى لها الى جانب معتقد دينى يخاطب الروح داخل هذه النفس البشرية .

اتجهت اوروبا بعد هذا الى بسط نفوذها على العالم الذى لم يكن انذاك به قوة تستطيع ان تقف فى وجهه بعد ان انتهت اهم حضارة كانت قبله فى هذا الوقت وهى الحضارة الاسلامية ولم يجد ادنى مقاومة فى بسط نفوذه على جميع المستعمرات التى احتلها وكان يرى ان هؤلاء الناس جميعا همج لايعرفون شيأ وليست لديهم هوية فكرية او ان مرجعيتهم التاريخية مبنية على الخرافة او الاساطير البائدة وانهم هم فقط من يملكون الحقيقة والعلم ومفاتيح القيم الاخلاقية الحضارية الحديثة .

نظروا الى بقية العالم واستحلوا لانفسهم السيطرة على كل هذه الثروات الموجوده على الارض ذلك لان البشر اللذين يعيشون فى هذه البلدان غير مؤهلين لان يستفيدوا من هذه الثروات وهذا لانهم لا يمتلكون القدرة على ذلك ومع مرور الوقت بدأ هؤلاء القوم اللذين تم استعمارهم فى مواجهة هذا الاستعمار ورفض بسط النفوذ والسيطرة من الاخرين عليهم وانهم شعوب لهم اصل وأعراق وحضارات


وظهر ما يسمى بالثورات فى العصر الحديث وهنا بدأ الصراع الانسانى بين البشر الذين يعيشون في هذه المجتمعات وبين العالم الغربى الذى يمتلك العلم والثقافة والحداثة .

فى هذه النقطة بالتحديد تكمن المشكلة الا وهى ان العالم اصبح منقسم الى فئات كل فئة مؤمنة بما لديها من معتقدات ولا تريد ان تصغى الى ما يقوله الاخرون من اراء وان كل جهة تتبنى فكرة تعتقد انها المثلى ولا تريد ان تستمع الى الافكار الاخرى او تناقشها لتجد ماهو جيد فيها وما ينقصها ولتجد ما هو سىء فى افكارها ويحتاج الى التغير او التعديل .

ولكى نشرح المشكلة بشكل اوضخ علينا ان نبين ما اسباب نشات هذه القنعات لدى كل فريق ولماذا يتبنى افكاره بهذا التشدد ولا يريد ان يقبل غيرها .

اعتقد ان النقاط الاساسية فى هذا هى كالاتى :

1 – ان مايؤمن به مجموعة من الافراد او المجتمعات أصبح يشكل هوية لايمكن ان تتغير بدون سبب مقنع وانه اسلوب حياة .

2- ان هذه الافكار قد تكون تساعد هذا الانسان فى هذه المجتمعات على ارضاء نزواته وشهواته .

3 – أيضا هذه الأفكار يقودها أناس يستفيدون من إيمان المجتمع بها كما ذكرنا مثال الكنيسة في المجتمع الغربي وكيف كانت تتحكم في المجتمع وفى ثرواته وإرادة البشر الذين يعيشون فيه وكانت مصلحتهم تقتدي إن يبقى الوضع على هذا النحو دون تغير لبقائهم وبقاء مصالحهم .

4- إن هذه الأفكار والمعتقدات موروثة ولها خصوصية عند من يؤمنون بها ومجرد التشكيك فيها يؤدى إلى صدام مباشر يجعل الفرد الذي يؤمن بها يرفض مناقشة اى فكرة اخرى دون النظر الى مدى صدقها او صحتها .

5- تشويه افكار الاخرين وابراز عيوب قد لاتكون موجودة اصلا ليس من اجل شىء الا لان الانسان قد يرفض عادة ما هو جديد عليه حتى بدون ان يبدى اسباب واضحة لهذا ويستخدم الاعلام فى تنفيذ هذه الفكره ويلعب الدور الاساسى فيها .

هذه قد تكون بعض الافكار التى يمكن ان نستند عليها فى تفسير اسباب الصدام الذى قد يحد ث بين المجتمعات والافكار بعضها ببعض .

وأنا الآن أريد أن أناقش هذا على ارض الواقع فيما يحدث بين البشر بعضهم البعض في هذا العصر وأسباب الحروب التي نشبت في العصر الحديث على الأقل .



كانت الحرب العالمية الأولى والثانية بين الدول في المجتمع الغربي بعضها ببعض هو اثبات اى دوله هى التى تملك مركز القوى فى العالم وايها هو الاكثر سيطرة وعلم ونستطيع ان نسميه بسط النفوذ واستعراض القوى وتثبيت الرأى وقيادة العالم.


لقد أدى تقدم الثورة الصناعية إلى تطور النزعة الاستعمارية تطورا حادا جعل من تصريف البضائع والحصول على المواد الأولية وتوظيف رؤوس الأموال قضية من القضايا الأوروبية الملحة التي لم يجد رجال السياسة حلا لها إلا عن طريق امتلاك المستعمرات فكان لا بد من التصادم والنزاع بين القوى المستعمرة ذاتها.


الحرب العالمية الأولى تسمى كذلك الحرب العظمى هي حرب قامت في أوروبا ثم امتدت لباقي دول العالم خلال أعوام ما بين 1914 و1918. بدأت الحرب حينما قامت إمبراطورية النمسا والمجر بغزو مملكة صربيا إثر حادثة اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته من قبل طالب صربي أثناء زيارتهما لسراييفو.
قامت روسيا بتعبئة قواتها بعد يوم واحد من إعلان النمسا الحرب على صربيا فعبئت ألمانيا قواتها في 30 يوليو ثم عبئت في 1 أغسطس فرنسا قواتها، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في اليوم نفسه بعد أن وجدت عدم تجاوب الروس بشأن طلب ألمانيا إلغاء التعبئة للجيش ثم أعلنت الحرب على فرنسا واجتاحت بلجيكا مما دفع بريطانيا لدخول الحرب بسبب خرق الألمان حياد بلجيكا، وقد كانت الأمم الأوروبية قبل الحرب مشكلة من معسكرين أولهما الوفاق الثلاثي بين روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة، بينما تشكل الحلف الثلاثي من إمبراطورية النمسا والمجر وألمانيا وإيطاليا على الرغم من دخول إيطاليا الحرب في جانب الحلفاء.
استعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا. تعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية وصراعات مستقبلية كالحرب العالمية الثانية، بل وحتى الحرب الباردة.
شكلت الحرب البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيرًا في السياسة الصينية والكوبية كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. ويُعزى سطوع بريق النازية لهزيمة ألمانيا في الحرب وترك الكثير من الأمور معلقة حتى بعد الحرب. وأخذت الحروب شكلاً جديدًا في أساليبها بتدخل التكنولوجيا بشكل كبير في الأمور الحربية ودخول أطراف لا ناقة لها بالحروب ولا جمل وهي شريحة المدنيين. فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيدًا عن المدنية، فقد كانت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة مما نتج عن سقوط ملايين الضحايا.


الحرب العالميّة الثانية نزاع دولي مدمّر بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و1 سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في عام 1945 باستسلام اليابان. قوات مسلحة من حوالي سبعين دولة شاركت في معارك جوية وبحرية وأرضية.
تعدّ الحرب العالميّة الثانية من الحروب الشموليّة، وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب وتعدّد مسارح المعارك والجبهات، شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، فكانت أطراف النزاع دولاً عديدة والخسائر في الأرواح بالغة، وقد أزهقت الحرب العالمية الثانية زهاء 70 مليون نفسٍ بشريةٍ بين عسكري ومدني.
تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح إبّان الحرب العالميّة الثانية أكثر من أي حرب عبر التاريخ، ويُعزى السبب للقصف الجوي الكثيف على المدن والقرى الذي ابتدعه الجيش النازي مما استدعى الحلفاء الردّ بالمثل، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين، أضف إلى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني بحق الشّعبين الصيني والكوري إلى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء والجنود إلى 51 مليون قتيل، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة.







الهدف

البداية وكما ذكرت هو تغير شكل المجتمع الذى اصبح يسوده الفساد الاجتماعى والاخلاقى وانتشار المادية البحتة فى المعاملات الانسانية بعضها ببعض .

انا اريد ان يكون العالم كله كما ارد الرسول عليه الصلاة والسلام امة واحدة وهذا هو الاساس الذى بنية عليه الدولة الاسلامية
وانا عندما انادى الى دولة اسلامية تشتمل على المسلمين فى العالم من شرقة الى غربه فهذا ليس شىء غير منطقى او غير عقلانى او غير واقعى هذا لان هذا ما قد تم وهذه هى الدولة والحضارة الاسلامية التى اخرجت اعظم العلماء وانبغهم يؤمنون بالله وبرسوله واليوم الاخر ويبنون من اجل الله واجل خدمة المسلمين بهذا اصبحوا خير امة اخرجت للناس يؤمنون بالمعروف وينهون عن المنكر وانشأو افضل حضارة في العالم

1-أولا العالم كله جزء لايتجزء من بعضه خلقه الله سبحانه وتعالى جزء واحد ثم خلق البشر

2- ثانيا يقول المولى عز وجل وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أقربكم عند الله اتقاكم

3- السؤال الذي اطرحه على كل عاقل هو عندما نزل سيدنا ادم على الأرض هل كان ابيض أو اسود هل عربي أو اجتبى هل كان ذو جنس أو نوع أومن فئة أو من قومية أو اتحاد أو ........ لم يكن إلا مسلما.




البداية هي أن نصنع هدف هذا الهدف يشعر به الفرد كل واحد بذاته وان يكون هذا الهدف هو هدف للمجتمع ككل وسنوضح هذا فيما بعد فى باقى الكتاب ولكن بايجاز هو ان يكون هم الفرد والمجتمع واحد لكى يشعر الفرد بقيمته فى المجتمع ولكى يستطيع المجتمع من توظيف قدرات الافراد داخله حسب قدرة وإمكانيات كل فرد فيه .



وكما ذكرت فى البداية ان الهدف من الحياة كما أبرزت هو عبادة الخالق ولكن بشكل عام هكذا لايكون الكلام واضح بحيث يقودنا الى مفهوم علمى يستطيع ان يتوافق مع افكار العصر وما يفهمه الاخرون لذا علينا ان نوضح مفهوم العبادة بشكل اوضح .



بعض الناس فى المجتمع الاسلامى يعتقدون ان العباده هى الفرائض والعقائد التى يقومون بتاديتها خلال حياتهم اليومية او على مدار العام ولكن هذا ليس صحيحا بشكل ما .

ان اركان الاسلام الخمسة من صلاة وصوم و زكاة وحج بعد شهادة ان لا اله الا الله هم اساس العبادات فى الاسلام وهى الركائز التى يبنى عليها الاسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن مع تقدم الزمن اصبح المسلمون يمارسون هذه العبادات كانها عادات يقومون بها بشكل روتينى دون الدخول الى عمق هذه العبادات

فانه بالنظر بداية الى الصلاة المجتمع الاسلامى والمسلمون يقومون بالصلاة خمس مرات فى اليوم والليلة ولكن لايخرجون من هذه الصلاة بما هو مطلوب منها ان المسلم الذى شهد انه لا اله الا الله محمد رسول الله لم يرى المولى عز وجل راى العين ولكنه يؤمن به والمولى عز وجل لانه يعلم طبيعة البشر المادية والروحية كان عليه ان يصنع هذه العلاقة من خلال الصلاة حيث انه يقابل المولى عز وجل خمس مرات بهذا يجد الانسان المسلم نفسه ان ما يؤمن به فى ذات الاله العليا موجود فى حياته اليومية بشكل مادى يقبله العقل فيتجلى الوجود الالهى فى ذاته وفى نفسه ويستشعر وجود المولى عز وجل فى نفسه بشكل يقبله العقل .

ايضا تتحق هنا خشية العبد من ربه لانه يراه خمس مرات فيصبح العبد المسلم يعبد الله كانه يراه ويتحقق مفهوم التقوى بعد هذا فى المسلم لانه لايمكن ان يصلى ويستشعر وجود الله فى ذاته ثم يذهب ليسرق او يرتكب معاصى وذنوب دنيوية هذا لانه لا يبعد عن الله فى اى وقت من يومه طوال حياته

ويتحقق هنا ايضا فى الصلاة كل الركائز التي بني عليها الإسلام في مفهوم الصلاة إذ انه يحج ويزكى ويشهد ان لا اله الا الله ويصوم صيام اكبر من الصيام العادى

ويكون الهدف من الصلاة فى مجملها هو تقوى الله عز وجل .







فى مفهوم الزكاة نرى الصلات المشتركة بين الفكر الراس مالى والاشتراكى

حيث ان الفكر الراس مالى يقوم على فرض الضرائب لتحصيل الاموال المستحقة على كل فرد يعمل ويتربح ويستفيد من مزايا وخدمات تقدمها له الدولة

وفى الفكر الاشتراكى تستند عملية الزكاة على ان كل الافراد يقوموا بالتعاون فيما بينهم وان كل الاموال هى مشاع وليست ملكية خاصة لاحد وانما هى ملك المجتمع ولابد ان يتشارك المجتمع كله فى كل شئ

ولكن مع الفارق بين الزكاة فى الاسلام ومفهوم الضرائب فى الراس مالية ومفهوم المشاركة فى الاشتراكية

هو ان الزكاة تقوم على ان على كل فرد واجب اما ربه فى دفع نصيب مستحق وفرض لا ان يكون منة او فضل من احد على الاخرين وانما هو نصيب معلوم على كل فرد تجب عليه الزكاة ان يدفع لبيت المال هذا النصيب لكى يستطيع المجتمع ان يقتسم الرزق بينه وبين الاخرين ولنوضح هذا اكثر فانه

المجتمع الاسلامى من خلال هذه الرؤيا يسير تحت فكرة عبادة الله وان كل فرد يقوم بالعمل الذى خلقه الله من اجله ليعمله وانه يقوم بما يستطيع عمله متوكلا على الله وان الله هو الرزاق وان الرزق بيد الله

بداية هذا الجزء قمت بإضافته كاملا من كتاب الشيخ سيد قطب فى ظلال القران فى تفسيره لكتاب الله العظيم القران الكريم


(( والأن نواجه النصوص القرآنية في هذا الدرس تفصيلا مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم إن الدستور لا يبدأ بالفرض والتكليف ; إنما يبدأ بالحض والتأليف إنه يستجيش المشاعر والانفعالات الحية في الكيان الإنساني كله إنه يعرض صورة من صور الحياة النابضة النامية المعطية الواهبة صورة الزرع هبة الأرض أو هبة الله الزرع الذي يعطي أضعاف ما يأخذه ويهب غلاته مضاعفة بالقياس إلى بذوره يعرض هذه الصورة الموحية مثلا للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة إن المعنى الذهني للتعبير ينتهي إلى عملية حسابية تضاعف الحبة الواحدة إلى سبعمائة حبة أما المشهد الحي الذي يعرضه التعبير فهو أوسع من هذا وأجمل ; وأكثر استجاشة للمشاعر وتأثيرا في الضمائر إنه مشهد الحياة النامية مشهد الطبيعة الحية مشهد الزرعة الواهبة ثم مشهد العجيبة في عالم النبات العود الذي يحمل سبع سنابل والسنبلة التي تحوي مائة حبة وفي موكب الحياة النامية الواهبة يتجه بالضمير البشري إلى البذل والعطاء إنه لا يعطي بل يأخذ ; وإنه لا ينقص بل يزاد وتمضي موجة العطاء والنماء في طريقها تضاعف المشاعر التي استجاشها مشهد الزرع والحصيلة إن الله يضاعف لمن يشاء يضاعف بلا عدة ولا حساب يضاعف من رزقه الذي لا يعلم أحد حدوده ; ومن رحمته التي لا يعرف أحد مداها والله واسع عليم واسع لا يضيق عطاؤه ولا يكف ولا ينضب عليم يعلم بالنوايا ويثبت عليها ولا تخفى عليه خافية ولكن أي إنفاق هذا الذي ينمو ويربو وأي عطاء هذا الذي يضاعفه الله في الدنيا والآخرة لمن يشاء إنه الإنفاق الذي يرفع المشاعر الإنسانية ولا يشوبها الإنفاق الذي لا يؤذي كرامة ولا يخدش شعورا الإنفاق الذي ينبعث عن أريحية ونقاء ويتجه إلى الله وحده ابتغاء رضاه الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون والمن عنصر كريه لئيم وشعور خسيس واط فالنفس البشرية لا تمن بما أعطت إلا رغبة في الاستعلاء
الكاذب أو رغبة في إذلال الآخذ أو رغبة في لفت أنظار الناس فالتوجه إذن للناس لا لله بالعطاء وكلها مشاعر لا تجيش في قلب طيب ولا تخطر كذلك في قلب مؤمن فالمن من ثم يحيل الصدقة أذى للواهب وللآخذ سواء أذى للواهب بما يثير في نفسه من كبر وخيلاء ; ورغبة في رؤية أخيه ذليلا له كسيرا لديه ; وبما يملأ قلبه بالنفاق والرياء والبعد من الله وأذى للآخذ بما يثير في نفسه من انكسار وانهزام ومن رد فعل بالحقد والانتقام وما أراد الإسلام بالإنفاق مجرد سد الخلة وملء البطن وتلافي الحاجة كلا إنما أراده تهذيبا وتزكية وتطهيرا لنفس المعطي ; واستجاشة لمشاعره الإنسانية وارتباطه بأخيه الفقير في الله وفي الإنسانية ; وتذكيرا له بنعمة الله عليه وعهده معه في هذه النعمة أن يأكل منها في غير سرف ولا مخيلة وأن ينفق منها في سبيل الله في غير منع ولا من كما أراده ترضية وتندية لنفس الآخذ وتوثيقا لصلته بأخيه في الله وفي الإنسانية ; وسدا لخلة الجماعة كلها لتقوم على أساس من التكافل والتعاون يذكرها بوحدة قوامها ووحدة حياتها ووحدة اتجاهها ووحدة تكاليفها والمن يذهب بهذا كله ويحيل الإنفاق سما ونارا فهو أذى وإن لم يصاحبه أذى آخر باليد أو باللسان هو أذى في ذاته يمحق الإنفاق ويمزق المجتمع ويثير السخائم والأحقاد وبعض الباحثين النفسيين في هذه الأيام يقررون أن رد الفعل الطبيعي في النفس البشرية للإحسان هو العداء في يوم من الأيام وهم يعللون هذا بأن الآخذ يحس بالنقص والضعف أمام المعطي ; ويظل هذا الشعور يحز في نفسه ; فيحاول الاستعلاء عليه بالتجهم لصاحب الفضل عليه واضمار العداوة له ; لأنه يشعر دائما بضعفه ونقصه تجاهه ; ولأن المعطي يريد منه دائما أن يشعر بأنه صاحب الفضل عليه وهو الشعور الذي يزيد من ألم صاحبه حتى يتحول إلى عداء وقد يكون هذ كله صحيحا في المجتمعات الجاهلية وهي المجتمعات التي لا تسودها روح الإسلام ولا يحكمها الإسلام أما هذا الدين فقد عالج المشكلة على نحو آخر عالجها بأن يقرر في النفوس أن المال مال الله ; وأن الرزق الذي في أيدي الواجدين هو رزق الله وهي الحقيقة التي لا يجادل فيها إلا جاهل بأسباب الرزق البعيدة والقريبة وكلها منحة من الله لا يقدر الإنسان منها على شيء وحبة القمح الواحدة قد اشتركت في إيجادها قوى وطاقات كونية من الشمس إلى الأرض إلى الماء إلى الهواء وكلها ليست في مقدور الإنسان وقس على حبة القمح نقطة الماء وخيط الكساء وسائر الأشياء فإذا أعطى الواجد من ماله شيئا فإنما من مال الله أعطى ; وإذا أسلف حسنة فإنما هي قرض لله يضاعفه له أضعافا كثيرة وليس المحروم الآخذ إلا أداة وسببا لينال المعطي الواهب أضعاف ما أعطى من مال الله ثم شرع هذه الآداب التي نحن الآن بصددها توكيدا لهذا المعنى في النفوس حتى لا يستعلي معط ولا يتخاذل آخذ فكلاهما آكل من رزق الله وللمعطين أجرهم من الله إذا هم أعطوا من مال الله في سبيل الله ; متأدبين بالأدب الذي رسمه لهم متقيدين بالعهد الذي عاهدهم عليه ولا خوف عليهم من فقر ولا من حقد ولا من غبن ولا هم يحزنون
على ما أنفقوا في الدنيا ولا على مصيرهم في الآخرة وتوكيدا للمعنى الذي سلف من حكمة الإنفاق والبذل توكيدا لأن الغرض هو تهذيب النفوس وترضية القلوب وربط الواهب والآخذ برباط الحب في الله يقول في الآية التالية قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم فيقرر أن الصدقة التي يتبعها الأذى لا ضرورة لها وأولى منها كلمة طيبة وشعور سمح كلمة طيبة تضمد جراح القلوب وتفعمها بالرضى والبشاشة ومغفرة تغسل أحقاد النفوس وتحل محلها الإخاء والصداقة فالقول المعروف والمغفرة في هذه الحالة يؤديان الوظيفة الأولى للصدقة من تهذيب النفوس وتأليف القلوب ولأن الصدقة ليست تفضلا من المانح على الآخذ إنما هي قرض لله عقب على هذا بقوله والله غني حليم غني عن الصدقة المؤذية حليم يعطي عباده الرزق فلا يشكرون فلا يعجلهم بالعقاب ولا يبادرهم بالإيذاء ; وهو معطيهم كل شيء ومعطيهم وجودهم ذاته قبل أن يعطيهم أي شيء فليتعلم عباده من حلمه سبحانه فلا يعجلوا بالأذى والغضب على من يعطونهم جزءا مما أعطاه الله لهم حين لا يروقهم منهم أمر أولا ينالهم منهم شكر وما يزال هذا القرآن يذكر الناس بصفة الله سبحانه ليتأدبوا منها بما يطيقون ; وما يزال أدب المسلم تطلعا لصفة ربه وارتقاء في مصاعدها حتى ينال منها ما هو مقسوم له مما تطيقه طبيعته وعندما يصل التأثر الوجداني غايته بعد استعراض مشهد الحياة النامية الواهبة مثلا للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله دون أن يتبعوا ما أنفقوا منا ولا أذى وبعد التلويح بأن الله غني عن ذلك النوع المؤذي من الصدقة وأنه وهو الواهب الرازق لا يعجل بالغضب والأذى عندما يصل التأثر الوجداني غايته بهذا وذاك يتوجه بالخطاب إلى الذين آمنوا ألا يبطلوا صدقاتهم بالمن والأذى ويرسم لهم مشهدا عجيبا أو مشهدين عجيبين يتسقان مع المشهد الأول مشهد الزرع والنماء ويصوران طبيعة الإنفاق الخالص لله والإنفاق المشوب بالمن والأذى على طريقة التصوير الفني في القرآن التي تعرض المعنى صورة والأثر حركة والحالة مشهدا شاخصا للخيال يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر ; فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا ; لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فاتت أكلها ضعفين ; فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير هذا هو المشهد الأول مشهد كامل مؤلف من منظرين متقابلين شكلا ووضعا وثمرة وفي كل منظر جزئيات يتسق بعضها مع بعض من ناحية فن الرسم وفن العرض ; ويتسق كذلك مع ما يمثله من المشاعر والمعاني التي رسم المنظر كله لتمثيلها وتشخيصها وإحيائها نحن في المنظر الأول أمام قلب صلد
كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فهو لا يستشعر نداوة الإيمان وبشاشته ولكنه يغطي هذه الصلادة بغشاء من الرياء هذا القلب الصلد المغشى بالرياء يمثله صفوان عليه تراب حجر لا خصب فيه ولا ليونة يغطيه تراب خفيف يحجب صلادته عن العين كما أن الرياء يحجب صلادة القلب الخالي من الإيمان فأصابه وابل فتركه صلدا وذهب المطر الغزير بالتراب القليل فانكشف الحجر بجدبه وقساوته ولم ينبت زرعه ولم يثمر ثمرة كذلك القلب الذي أنفق ماله رئاء الناس فلم يثمر خيرا ولم يعقب مثوبة أما المنظر الثاني المقابل له في المشهد فقلب عامر بالإيمان ندي ببشاشته ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله وينفقه عن ثقة ثابتة في الخير نابعة من الإيمان عميقة الجذور في الضمير وإذا كان القلب الصلد وعليه ستار من الرياء يمثله صفوان صلد عليه غشاء من التراب فالقلب المؤمن تمثله جنة جنة خصبة عميقة التربة في مقابل حفنة التراب على الصفوان جنة تقوم على ربوة في مقابل الحجر الذي تقوم عليه حفنة التراب ليكون المنظر متناسق الأشكال فإذا جاء الوابل لم يذهب بالتربة الخصبة هنا كما ذهب بغشاء التراب هناك بل أحياها وأخصبها ونماها فأصابها وابل فآتت أكلها ضعفين أحياها كما تحيي الصدقة قلب المؤمن فيزكو ويزداد صلة بالله ويزكو ماله كذلك ويضاعف له الله ما يشاء وكما تزكو حياة الجماعة المسلمة بالإنفاق وتصلح وتنمو فإن لم يصبها وابل غزير فطل من الرذاذ يكفي في التربة الخصبة ويكفي منه القليل إنه المشهد الكامل المتقابل المناظر المنسق الجزئيات المعروض بطريقة معجزة التناسق والأداء الممثل بمناظره الشاخصة لكل خالجة في القلب وكل خاطرة المصور للمشاعر والوجدانات بما يقابلها من الحالات والمحسوسات الموحي للقلب باختيار الطريق في يسر عجيب ولما كان المشهد مجالا للبصر والبصيرة من جانب ومرد الأمر فيه كذلك إلى رؤية الله ومعرفته بما وراء الظواهر جاء التعقيب لمسة للقلوب والله بما تعملون بصير فأما المشهد الثاني فتمثيل لنهاية المن والأذى كيف يمحق آثار الصدقة محقا في وقت لا يملك صاحبها قوة ولا عونا ولا يستطيع لذلك المحق ردا تمثيل لهذه النهاية البائسة في صورة موحية عنيفة الإيحاء كل ما فيها عاصف بعد أمن ورخاء أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون هذه الصدقة في أصلها وفي آثارها تمثل في عالم المحسوسات
جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات إنها ظليلة وارفة مخصبة مثمرة وكذلك الصدقة في طبيعتها وفي آثارها كذلك هي في حياة المعطي وفي حياة الآخذ وفي حياة الجماعة الإنسانية كذلك هي ذات روح وظل وذات خير وبركة وذات غذاء وري وذات زكاة ونماء فمن ذا الذي يود أن تكون له هذه الجنة أو هذه الحسنة ثم يرسل عليها المن والأذى يمحقها محقا كما يمحق الجنة الإعصار فيه نار ومتى في أشد ساعاته عجزا عن إنقاذها وحاجة إلى ظلها ونعمائها وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت من ذا الذي يود هذا ومن ذا الذي يفكر في ذلك المصير ثم لا يتقيه كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون وهكذا يقوم المشهد الحي الشاخص بما فيه أول الأمر من رضى ورفه ومتعة ; وما فيه من نضارة وروح وجمال ثم بما يعصف به عصفا من إعصار فيه نار يقوم هذا المشهد العجيب بالإيحاء الشعوري الرعيب الذي لا يدع مجالا للتردد في الاختيار قبل أن تذهب فرصة الاختيار وقبل أن يصيب الجنة الوارفة الظليلة المثمرة إعصار فيه نار وبعد فإن التناسق الدقيق الجميل الملحوظ في تركيب كل مشهد على حدة وفي طريقة عرضه وتنسيقه هذا التناسق لا يقف عند المشاهد فرادى بل إنه ليمد رواقه فيشمل المشاهد متجمعة من بدئها في هذا الدرس إلى منتهاها إنها جميعا تعرض في محيط متجانس محيط زراعي حبة أنبتت سبع سنابل صفوان عليه تراب فأصابه وابل جنة بربوة فآتت أكلها ضعفين جنة من نخيل وأعناب حتى الوابل والطل والإعصار التي تكمل محيط الزراعة لم يخل منها محيط العرض الفني المثير وهي الحقيقة الكبيرة وراء العرض الفني المثير حقيقة الصلة بين النفس البشرية والتربة الأرضية حقيقة الأصل الواحد وحقيقة الطبيعة الواحدة وحقيقة الحياة النابتة في النفس وفي التربة على السواء وحقيقة المحق الذي يصيب هذه الحياة في النفس وفي التربة على السواء إنه القرآن كلمة الحق الجميلة من لدن حكيم خبير ))


مفهوم الصوم فى شهر رمضان وفى هذا الشهر كل مسلم يتشبه بالملائكة لا ياكل ولا يشرب ولا يقوم بارتكاب اى معصية او ذنب هذا هو المطلوب من كل صائم لا رفث ولا فسوق ولاجدال على المسلم فى هذا الشهر ان يكون اقرب الى الله

وفى كل هذا لا يوجد عليه رقيب الا نفسه ولا يراه احد الا الله ولا يعرف احد عن صيامه شىء الا الله فلهذا يقول المولى عز وجل الصوم لى وانا اجزى به وهنا فى الحقيقة هو الهدف الاساسى من الصيام ان الله يريد من العبد ان يتعلم كيف يراقب نفسه وهو يعلم ان الله يراه ويتحقق مبدا التقوى فى القلب لانه بهذا لن يعامل الا الله ولن يرى ان اى شىء يفعله الا لله وانه لارقيب على نفسه الا الله وبهذا فبعد 30 يوم وليله يتدرب الانسان على طريقة فى المعاملة مع الله لانه اذا كان قد اتمنع عن ما احله الله له بناء على امر من الله فانه سيخرج من الشهر والمفروض ان لايقوم بما قد نهاه الله عنه ويتعلم كيف يعامل الناس من خلال مفهوم الله الذى تعلمه فى هذا الشهر ويصبر حتى ياتى فرج الله ولا يجادل ولا يكذب ويتحلى بافضل الاخلاق فى معاملة الناس هذه تعد تربية نفسية للفرد تجعل من كل فرد فى المجتمع عنده القدرة على السمو بالروح والتحلى بالاخلاق الحميدة وبهذا يخرج الينا مجتمع كل فرد فيه يعامل الله ويخشى الله ويتقى الله اذا فكيف سيكون هذا المجتمع

اعتقد لن تتفشى فيه الجرائم ولا السرقة والخداع ولا الغش ولا الخيانة ولا اى من انواع الرزائل الاجتماعية التى تنتاب الشعوب وتصيبهم بمشاكل العصر الاجتماعية التى اصابتنا الان كما قد اسلفت ذكرا

اخر ركن من الاركان هو الحج وبداية انا اريد ان اوضح انه شعاره هو الغاء العنصرية فانه لا توجد اى فوارق بين البشر وجميع البشر سواسية فى نظام الحج لا فرق بين فنى او فقير او ابيض او اسود ولا جنسيات ولا فئات ولا فرق ولا طوائف الجميع يرتدى زى واحد وتحللوا من ملابسهم وخرجوا لا يبتغون الا وجه الله وهنا يرى الانسنان نفسه وهو فى الدنيا انه عرف خالقه وكانه راه حق لانه ذهب اليه فى بيته الحرام وتحلل من كل ما يتعلق بدنياه ولا يرى الا ربه الذى خلقه ليتمم عبادته له ويستغفره ويطوف بالبيت الحرام كما تفعل الملائكة وقد على الايمان عنده وذهب الى رب السموات والارض ليتمم فرائض واركان دينه وهنا تتجمع فرائض الاسلام فى ايمان هذا العبد المسلم بوجود ربه الخالق فيذهب اليه ليزوره ويدعوه

ان الحج نفسه اهم مؤتمر اسلامى يجتمع فيه كل المسلمون من شتى بقاع الارض فى يوم واحد ومكان واحد بزى واحد على قلب رجل واحد يدعون اله واحد وهنا يتضح مفهوم التوحيد متجليا بصورة كاملة واضحة زيريد المولى عز وجل ان يرينا ان هذا هو الاسلام وهكذا يجب ان يكون المسلمون ويجب ان تكون هذه العلاقه بين كل الناس فى الارض ولا يجعلون هناك فوارق بينهم ولا يخشون الا الله ولا يعاملون الا الله وتكتمل صورة كاملة للاسلام وتتحقق اركان التقوى فى قلب المسلم ويتبين وتيقين من وجود الله







افكار مطروحة

هناك افكار عديده مطروحه ينشرها الانسان كفكر اجتماعى يستطيع تطبيقه فى بناء مجتمع وهذا الفكر من وجهة نظره يرى انه عقلانى وعلمى يقبله العقل والمنطق وايضا يعطيع مساحه من الحريه لان يتوعب كل القفات والاديان وهذا لانهم ارادوا ان ينحوا الدين جانبا لكى لا يكون هناك ما يشكل معوق لتقدم المجتمع وللهروب من القيود التى يفرضها عليهم الدين او لان الدين لم يستطيع استيعاب هذا التقدم العملى الانسانى المذهل فى العصر الحديث

من امثلة هذه الافكار الفكر الليبرالى .

• نشأة الليبرالية نشأت الليبرالية في التغيرات الاجتماعية التي عصفت بأوربا منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي، وطبيعة التغير الاجتماعي والفكري يأتي بشكل متدرج بطيء. وهي لم " تتبلور كنظرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع على يد مفكر واحد، بل أسهم عدة مفكرين في إعطائها شكلها الأساسي وطابعها المميز. وتذهب معظم الكتابات إلى أن استخدام مصطلح "ليبرالي" بدأ منذ القرن 14، ولكنه كان يحتمل معاني متعددة ودلالات شتى، فالكلمة اللاتينية liber تشير إلى طبقة الرجال الأحرار، أي أنهم ليسوا فلاحين مملوكين أو عبيدا. والكلمة كانت ترادف "الكريم" أي "ليبرالي" أو سخي في تقديمه لمعونات المعايش للآخرين. وفي المواقف الاجتماعية كانت الكلمة تعني "متفتحا" أو ذا عقل وأفق فكري رحب. وترتبط الكلمة كثيرا بدلالات الحرية والاختيار. ويرد بعض الباحثين جذور الليبرالية إلى ديمقراطيّ أثينا في القرن الخامس قبل المسيح، والرواقين في المراحل الأولى من المسيحية، ثم حركه الإصلاح البروتستانتية التي بدات فى المانيا ثم انتشرت فى كل ارجاء اوروبا . لكن الليبرالية بمفهومها السياسي لم تظهر إلا في أوائل القرن 19، وأول استخدام كان في أسبانيا في عام 1812، وبحلول الأربعينيات من ذلك القرن كان المصطلح قد صار واسع الانتشار في أوربا؛ ليشير إلى مجموعة من الأفكار السياسية المختلفة. ويقول البعض لم تظهر الليبرالية كمذهب سياسي قبل القرن 19، ولكنها قامت كأيدلوجية على أفكار ونظريات تنامت قبل ذلك بـ300 عام، حيث نشأت الأفكار الليبرالية مع انهيار النظام الإقطاعي في أوربا والذي حل محله المجتمع الرأسمالي أو مجتمع السوق.
المبادىء الأخلاقية لليبرالية

ويتجسد الموقف الأخلاقي لليبرالية في التزامها بمجموعة من القيم والمبادئ المتميزة، وأهم محاورها يدور حول ما يلي: 1- الفرد عندما انهار النظام الإقطاعي واجه الأفراد نطاقا أوسع من الخيارات والإمكانات الاجتماعية، وأتيح لهم لأول مرة التفكير الفردي المطلق وبشكل شخصي بحت، فمثلا الفلاح المملوك الذي عاشت وعملت أسرته في نفس قطعة الأرض أصبح الآن رجلا حرا لديه القدرة على اختيار عمله وصاحب العمل، وأن يترك الأرض ليبحث عن عمل آخر في المدن الكبيرة. و فقد اجتمع الليبراليون على الرغبة في خلق مجتمع يكون فيه كل فرد قادرا على تنمية وتطوير قدراته لأقصى درجة ممكنة ، وبذلك يعطون أولوية للأخلاق الجماعية على حقوق واحتياجات ومصالح الفرد و هكذا تكون الفردية هي القدرة على أن يكون الفرد سيد نفسه ومستقل بذاته، وتتطلب السيادة على الذات أن يكون الفرد قادرا على تنمية مهاراته ومواهبه وعلى اتساع فهمه وتفهمه وعلى الوصول إلى الإنجاز والرضا.
فى البداية نظرت الفكر الليبرالى فى هذا النص اقتصرت على المجتمع المصرى والرؤية التى اقتصرت على الفرد المصرى بعينه وهو ينظر الى التفكير الفردى المطلق وهو يرى الفرد بتفكيره المطلق وبشكل شخصى بحت وهنا ابدا فى مناقشة هذه النقطة فى الفكر الاسلامى الانسان عندما يريد ان يبنى شركة تجارية او يريد ان يقوم بعمل مدنى او تجارى فلابد ان يكون هذا المشروع قائما على الاسس الدينية المشروعة اذا فانظرة الشخصية الفردية دون الرجوع الى الدين غير شرعى لانه لايرجع الى الشريعة فى افامة المشروع وموضوع ان الفرد عندما انتقل الى المجتمع المتمدن الكبير يرى الكاتب انها اصبحت اكبر من ان يقودها الفرد وحده وعلى هذا الاساس اراد ان يجعل الليبراليون ان هناك اخلاق جماعية اذا ما هو المرجع الذى ترجع اليه هذه الاخلاق الجماعية وما هى هذه الاخلاق الجماعية واذا مانت هذه الاخلاق الجماعية تنافى تعاليم الدين فلو ان المجتمع اتفق على بناء مشروع سياحى وهذ المشروع يحل شرب الخمر ايكون الانسان سيد قراره فى هذا وان يتفق الناس على شرب الخمر مثلا فهذا مشروع سؤال منطقى جدا وانه نظر وناقش نقطة مهمة جداموضوع ان يكون الفرد سيد نفسه وهو حر على ان ينمى موهبته على قدر اتساع فهمه وهنا سؤال منطقى اخر وهو من الذى خلق الانسان وروح هذا الانسان مللك لله فكيف يكون الانسان حر نفسهوانا ابدا الان فى طرح الفكر الاسلامى فى هذه النقطة انا الانسان اول ما يدخل الاسلام يشهد ان لا اله الا الله وهذا يجعله مسلم اسلم روحه لله وهنا فى هذه الحالة هو منقاض الى الله فى جميع اوامره ونواهيه يتزوج ويتاجر وينشىء اسره ومجتمع داخل هذا المجتمع على الشريعة الاسلامية وبما امره به الله وانه ليس حر نفسه يفعل ما يشاء وانما هو عبد لله يرجع غى كل افعاله الى الله الذى سيحاسبه وهنا يتحقق شرط التقوى فى القلوب وعندما يبنى المسلم هذا المجتمع يكون مبنى على اساس شريعة الله وكتابه وسنة نبيه حتى فى جميع معملاته وليست الحرية مطلقة فى كل شىء ولكن هو حر ان يدير تجارته بالشكل الذى يرتضيه دون ان يتعارض مع الشرع والدين 1- الحرية وترتبط الحرية في الفكر الليبرالي بالعقل؛ إذ يعتبر المذهب الليبرالي جزءا من مشروع التنوير، فالفكرة المركزية والرئيسية في رؤية التنوير هي تحرير البشرية من قيود "الخرافة والجهل" وإطلاق العنان لعصر العقل، و يرفض الليبراليين الحرية المطلقة، فإذا كانت الحرية غير محددة المعالم فهي تصبح "ترخيصا يسمح بالإساءة للآخرين. وفي كتابه "عن الحريةOn Liberty "، يقول جون ستيوارت ميل: "إن المبرر الوحيد لممارسة القوة بشكل صحيح تجاه أي عضو في المجتمع المتحضر والتي تكون ضد إرادته هو منع الضرر عن الآخرين".وهنا يرى الكاتب بمفهوم جديد مفهوم الحرية المقننة اولا هو يرى ان الانسان له حرية مطلقة فى ان يتحرر من جميع القيود ومن الجهل والخرافة وهذا ما اتى من اجله الاسلام لكى يحرر الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى وسع الدنيا والاخرة ومن جور الاديان الى عبادة الله الواحد الاحد رب السموات والارض وهنا الحرية لها معنى وبعد اخر فى ان الانسان اصبح غير مقيد لابخرافة ولا وهو ولكنه عرف السبب من الخلق وعرف السبب فى الوجود والقضية الوجودية هذه القضية الفلسفية المعقدة وانه خلق ليعبد الله والكاتب تطرق الى نقطة مهمة مفهوم الحرية الجديد وهو ان حرية الفرد تنتهى عند حرية الاخرين وهذا تصور ضيق للحرية لانه من الممكن ان ما تتصوره انت ليس فيه تعدى على الاخرين هو من وجهة نظر الاخرين تعدى على حرياتهم فهذا مفهوم غير مقنن لان من الممكن ان اقوم بالخرج بملابس عارية واقول ان هذه حرية وارى ان ما افعله من وجهة نظرى تحضر ومدنية وهذا نفهوم غير منطقىللحرية اما الحرية من المفهوم الاسلامى تاتى من الشرع والمنهج الذى وضعه الله لنا وهوان هناك حدود لايجب للمسلم ان يتخطاها لانها حدود الله فاذا الله سبحانه وتعالى داخل الدولة الاسلامية وضح كيف تكون الحرية وضمنها لكل فرد داخل هذا المجتمع لانهم جميعا سوف يكونوا منقاضين الى الله فى اوامرهم وجميع امرهم وهذه تكون رؤية اشمل الى مفهوم الحرية فى الاسلامولعبت العقلانية دورا هاما في التركيز على أهمية المناقشة والمناظرة والجدل. وبينما يحمل الليبراليون عموما نظرة تفاؤلية بصدد الطبيعة الإنسانية ويرون الإنسان كائنا عاقلا؛ فإنهم لم يذهبوا إلى حد وصف الإنسان بالمثالية والكمال؛ لأنهم أدركوا جيدا تأثير المصالح الشخصية وصفات الأنانية، وأن النتيجة الحتمية لذلك هي التنافس والصراع؛ لذا يتعارك الأفراد من أجل الموارد النادرة، وتتنافس الأعمال لزيادة الأرباح، وتناضل الأمم من أجل الأمن أو الحصول على ميزة إستراتيجية وهكذا. ولكن يفضل الليبراليون تسوية هذه الصراعات من خلال المناقشة والتفاوض. ومن أهم ميزات العقل أنه يعطي أساسا جيدا لتقييم المطالب والدعاوى المتنافسة إذا كانت منطقية. و ترمى الليبرالية الى قبول الاخر اى كان فكرة و أيدلوجيتة فطالما هو موجود و جب على ان اقر بوجودة . و كذلك تحمى الليبرالية حرية الرأى و ترى أن كل أنسان مسؤل عن افكارة و لة مطلق الحق فى ابداء رأية و أنتقاد الراى الأخر و هنا نتذكر المقولة الشهيرة للشاعر الفرنسى فولتير ( قد اكرة ما تقول لكنى سأدافع حتى الموت كى اعطيك الحق فى ان تقولة ) كذلك لم تأخذ الليبرالية موقفا معاديا من الدين مما أكسبها شعبية جعلتها تنتشر فى العالم كلة و كفلت حرية الاعتقاد فى الدين للجميع كذلك من قيم الليبرالية ان كل الافراد متساويين فى الحقوق و الواجبات وليس هناك اى تمييز بين الأفراد فى مجتمعاتهم بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون و الفروق الوحيدة تكون بمقدار ما يبزلة الفرد من مجهود و عطاء مما يذكرنا بالحديث الشريف (لا فضل لأبيض على أسود ولا لعربى على أعجمى الا بالتقوى ) . هنا ارى الكاتب يناقش فكرة حرية الافراد داخل المجتمع الليبرالى الذى نظر اليه وهو بنفسه اكتشف مقدار الحرية التى يعطيها الاسلام الى الافراد داخل الدولة الاسلامية وكيف ان القران والرسول نصوا واوضحوا انه لاتوجد فروق بين البشر وذكر(انه لافضل لابيض على اسود ولا لعربى على اعجمى الا بالتقوى) اذا فهنا الاسلام هو افضل الافكار التى طرحة حرية التعامل وايضا حرية الفكر والتنافس داخل هذا المجتمع لانه يرى ان البشر جميعا خلوقوا من لدن سيدنا ادم وانهم جميعا من تراب وانهم يعودون الى الله سبحانه وتعالى فى كل شىء وهو رب العالمين وليس المسلمين فقط واما فكرة العقل التى يتناقض فيها الكاتب مع نفسه فى انه يرى ان الانسان عاقل ويؤكد انه ناقص ولكن الاسلام نظر الى الانسان انه عبد الله والعبودية هنا ليست امر مهين او مشين لان هذا العقل يدن به الانسان الى خالقه وهو الذى خلقه ويعرف عيوبه ونواقصة لذا هو الاقدر على ان يعلم ما يحتاج اليه الانسان وما لايحتاج اليه 3- العدالة ترمز العدالة إلى نوع خاص من الحكم الأخلاقي يتعلق بالثواب والعقاب؛ فالعدالة هي إعطاء كل فرد ما يستحقه. والعدالة الاجتماعية تعني توزيع المنافع المادية في المجتمع مثل الأجور والأرباح، وتوفير متساوٍ للاحتياجات الأساسية من إسكان ورعاية طبية... إلخ. وتقوم النظرية الليبرالية للعدالة على الالتزام الصارم بالمساواة بشكل شكلي. وإذا كان التعامل مع الناس في المقام الأول يقوم على اعتبارهم أفرادا، فإن لهم الحق في نفس الحقوق ونفس الاحترام. ويجب أن يكون الناس متساوين أمام القانون وأن يتمتعوا بحقوق سياسية ومدنية واحدة.هنا يبدا الكاتب فى مناقشة موضوع العدالة ويرى ان العدالة كمفهوم هى مفهوم اخلاقى يتعلق بالثواب والعقاب ولكن الاسلام ينظر الى العدالة بمفهوم اوسع واكبر واشمل لان الحاكم هو الله وان جميع الخلق يرجعون الى الشريعة الاسلامية داخل هذا المجتمع والكاتب يرى هنا ان القانون هو الفيصل والحكم داخل هذا المجتمع وفى الاسلام المفهوم مختلف واشمل واوسع لان القانون تم كتابته بيد بشر اذا فاى من هؤلاء البشر من المؤكد انه غير كامل لانه بعقله البشرى كما علمنا سيعرف انه ناقص وسوف يخطىء لذا فان الله عز وجل انعم علينا بانه وضع لنا الشرع والقران لكى نحتكم اليه لانه منزه عن اى عيب او نقصان وهنا لان الله يعرف عيوب البشر فمن الممكن ان هذا البشر يكون له اهواء او يكون له اتجهات شخصية تجعله يرجح راى او فكر عن الاخر ولكن الله عز وجل ليس له اى مصالح او اهواء لانه هو الذ1ى خلق البشر جميعا لذا عندما وضع الشرع والتشريع الاسلامى الذى هو كامل غير ناقص وبعيد عن الاهواء والرؤى الشخصية وطبعا نحن جميعا نرى ان القوانين من حين لاخر تحتاج الى ان تتغير او تتبدل ولكن شرع الله لايحتاج الى ان يتبدل او يتغيروينادي الليبراليون بالمساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي وتحسين وضعه بجهده ودأبه. وذلك لا يعني أن تكون المساواة مطلقة بتدخل من الدولة كما في الاشتراكية؛ لأن الناس لم يولدوا متساوين، بل تختلف مهاراتهم ومواهبهم وبعضهم أكثر استعدادا لبعض الأعمال من غيرهم، ولكن يجب أن تكون أوضاع المعيشة والظروف الاجتماعية الأساسية الدنيا واحدة للجميع.. فمن الضروري مكافأة من يستحق ويجتهد، فالحوافز تساعد الأفراد على العطاء وتحقيق الذات وتنمية المواهب؛ لذلك فالمساواة من المنظور الليبرالي هي أن يكون لدى كل الأفراد فرصة متساوية لتنمية قدراتهم ومهاراتهم غير المتكافئة. وهنا فى هذه النقطة بنفس المفهوم وبنفس الرؤية الاسلام تكفل الى حرية البشر والمساوة بينهم فى الحقوق والواجبات كما قلنا (انه لافضل لابيض على اسود ولا لعربى على اعجمى الا بالتقوى) ويقول المولى فى كتابه الكريم(وقل اعملوا فسيرى عملكم الله ورسوله والمؤمنون) وبهذا فهذه هى قمة الحرية والمسواة 4- التسامح تتسم أخلاقيات الليبرالية الاجتماعية بقبول التنوع الأخلاقي والثقافي والسياسي فالحريات الأساسية التي تدعم النظم السياسية الديمقراطية -حرية التعبير والعبادة الدينية والتجمع... إلخ- كلها ضمانات لانتشار التسامح كثقافة. ويتفق معظم المعلقين السياسيين على أن الليبرالية تمضي يدا بيد مع التعددية، فيعتبر تعدد القيم والآراء والمصالح في حد ذاته قيمة وفضيلة. ونقيضه هو القمع السياسي أو انتشار الطاعة العمياء. لذلك ومن حيث المبدأ فإن الليبراليين ضد الرقابة أو أي وسيلة لمنع حرية التعبير في المجتمع، وضد أي ثوابت أيا كانت. ويعتبر التسامح لدى الليبراليين خلقا مثاليا ومبدأ اجتماعيا. ومن جانب آخر تمثل هذه القيمة هدف الاستقلال الفردي، وتضع قاعدة تحكم سلوك الأفراد مع بعضهم البعض. لكن حرية الراى تكون فى حدود الانتقاد الموضوعى ولا تكون فى اعطاء الحق فى أقامة مؤسسات تصادر على أراء الاخرين لذلك يؤيد الليبراليون المعاصرون القوانين التي تمنع وتصادر الآراء المؤيدة للعنصرية مثلا، والقوانين ضد تشكيل الأحزاب السياسية المعادية للديمقراطية، ويرون أن انتشار تلك الآراء أو نجاح تلك الأحزاب يهدد مناخ التسامح الليبرالي. الكاتب يرى التعددية فى الليبرالية يقبل تعدد الاراء ولافكار لنشر التسامح كثقافة والاسلام يرى العدل والديمقراطية وحرية التعبير عن الاراء وكما ذكرنا سالفا ان الاسلام يرى ان البشر جميعا اخوات لانهم نشاوا من اصل واحد هو سيدنا ادم عليه السلام وبهذا فجميع البشر اخوة فى كل شىء ولكن الاسلام يضع حد واحد لاى حرية او ثقافة تتعارض مع الشرع الاسلامى والشريعة الاسلاميةومن جانب اخر يرى الكاتب من حيث المبدأ فإن الليبراليين ضد الرقابة أو أي وسيلة لمنع حرية التعبير في المجتمع، وضد أي ثوابت أيا كانت. ويعتبر التسامح لدى الليبراليين خلقا مثاليا ومبدأ • تطور الفكر الليبرالى اجتماعيا. ولكن هنا شىء خطير فاى ثوابت فى هذا المفهوم ضد الفكر الليبرالى فهى قابلة للتغير وهنا من الممكن انه يتم تغير افكار واخلاقيات المجتمع اذا كانت تتعارض مع هذا الفكر دون النظر الى اراء المجتمع فى هذا الراى لان الاسلام لايمكن ان يغير اى شىء الى بالرجوع الى الشريعة والقران والسنة للتطبيق لان هذه الافكار والاخلاقيات ترجع الى الفكر الاسلامى والى الدين الاسلامى ولا يجب ان تتنافى مع الشرع او الدين ويرى هنا المؤلف ان هذا يؤيد فكرة النظرية الفردية التى طرحها وانها تجعل الانسان سيد نفسه فى كل شىء وهذا فى الاسلام لا يتم قبوله كما ذكرنا لان الانسان عبد الله • الليبرالية السياسية وهي من المبادئ العامة للنظرية اليبرالية و هى إلى فكرة الفصل الضروري بين السلطات من أجل ضمان الحريات العامة .وفي موسوعة لالاند الفلسفية: " الليبرالية: مذهب سياسي يرى أن من المستحسن أن تزاد إلى أبعد حد ممكن استقلالية السلطة التشريعية والسلطة القضائية بالنسبة إلى السلطة الإجرائية التنفيذية ، وأن يعطى للمواطنين أكبر قد من الضمانات في مواجهة تعسف الحكم". أما نظام الديمقراطية الليبرالية فيعرف قبل كل شئ من خلال المشاركة المباشرة أو غير المباشرة للمواطنين في الحياة السياسية.مع هذا يمكن اعتبار النظام الذي يسعى للحفاظ وللدفاع عن الحريات الفردية أنه نظام ديمقراطي كما كان سائداً في الغرب في نهاية القرن السادس عشر.الحريات السياسية ( حرية الصحافة، حرية الاجتماع، والاعتقاد، والتعبير، لن تكون مصانة ومضمونة إلا في الأنظمة السياسية التمثيلية، التي تملك دستوراً وبرلماناً مستقلا يمثل المواطنين عن طريق الانتخاب، وهؤلاء المنتخبون سوف يكون لهم وحدهم الحق في تشريع القوانين والضرائب أيضاً. أما الحريات الاقتصادية عندما تتواجد بشكل ثنائي مع الحرية السياسية. سيكون هناك سبيل أفضل للمبادرات الفردية ومعها الملكية الخاصة. وفيما يتعلق بالحرية الاجتماعية التي تشكل النصف الأخر للحرية السياسية، تتفق مع النظرية القائلة أن الدولة يجب ألا تتدخل في العلاقات الاجتماعية،وبشكل خاص بين أرباب العمل وأصحاب الدخل, الشكل السياسي للسلطة أو للنظام يمكن أن يختلف من دولة إلى أخرى، هناك ديمقراطيات ملكية وأخرى جمهورية ولكن في كل مكان من هذه الديمقراطية هناك مبادئ أساسية لا يمكن الحياد عنها. هنا الكاتب يتعرض الى النظام الذى تبنا عليه الدولة من منظمات ومؤسسات وسلطات والفصل بين هذه السلطات لكى تتحقق العدالة والنزاهة فيجب هنا الفصل بين السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وهنا اود ان اوضح ان هذا للخروج من مازق الاهواء والرؤى التى كنت طرحتها فى البداية وهذه الفكرة بائت بالفشل لانه فى جميع الاحوال الدولة ستنتهى الى رئيس الدولة الذى هو يعتبر اعلى منصب ادارى وبيده قرارات وصلاحيات فى اتخاذ العديد من القرارات منها فصل او عزل رئيس محكمة النقض بامر من رئيس الجمهورية لانه يتعارض مع مصلحة الدولة وهو اعلى منصب واهم سلطة قضائية غى الدولةولان الرئيس هو ايضا رايس السلطة التنفيذية فانه يتحكم فى مجريات الامور داخل الدولة فهو اذا راى ان تيار او فكر يتعارض مع الفكر الليبرالى او افكار الدولة التى ترتئيها من وجهة النظر الليبرالية فهو سيتحكم فى مصير اى فكر وبهذا تكون انتفت جميع الثوابت التى طرحتها الليبرالية فى البداية كفكر لانها بهذا الشكل لن تستطيع ان تضمن لاحرية راى ولا تعبير ولا فكر لان المتحكم الاول فى مصير كل هذا هو رئيس الدولة الذى هو ايضا رئيس الحكومة التى تستطيع ان تتحكم فى قرارات مجلس الشيوخ او النواب لانه رئيس الحكومه له صلاحيات وايضا رئيس الدوله من حقه سحب الثقة من المجلسين الشيوخ والنواب وبهذا فلا يستطيع احد ان يضمن الى اى مدى من الممكن ان يكون هذا الرئيس او هؤلاء النواب او هذه السلطة التنفيذية تراعى مصالح الناس لان الضمير هنا ضمير القانون الذى يعود الى شخص هو الذى وضعه وهو الذى بناه على افكار شخصية ومعتقدات ومفاهيم ذاتيه وان هذا من السهل تغيره مع تغير الاهواء والاراء اذا الموضوع برمته اصبح ليس مبنى على اسس او قواعد ثابته تعالوا بنا ننظر الى المفهوم السياسى داخل الفكر الاسلامى الفكر الاسلامى كما ذكرت واوضوحت مبنى على لا اله الا الله وان الانسان المسلم يعود الى الله ويدين له وانه عبد الله والله خلق له الشرع الذى يعود اليه فى كل شىء وما يحكم الناس هنا هو شرع الله الذى لايرجع الى اهواء او اراء او رؤى شخصية فالخليفة الذى يختاره المسلمون داخل هذا المجتمع الايسلامى فى اطار الدولة الاسلامية يرجع فيه الحكم الى الله فان خليفة المسلمين يحكم بما امر الله وليس بما يرتاى هو وان رؤية البلاد ليست مفتوحة هكذا الى ما يرتاى الناس ولكنها محكمة برؤية الله فى عباده الذين هم فى هذا المجتمع يمتثلون الى امر الله فهو الذى امرهم ان يعبدوه فهم بهذا الشكل ضمنوا ان اعدل من عند الله لان الشرع الذى يحكم هو شرع الله ويضمنوا ان الخليفة لن يخرج عن شرع الله ولن يحكم بغير اوامر الله لانه لو فعل هذا سيتم عزله لانه خرج عن الشريعة الاسلامية مجلس القضاء داخل الدولة الاسلامية يقاضى بين الناس بعدل الله حسب تعاليم كتاب الله القران الكريم وتعاليم الرسول المصطفى من خلال السنة النبوية (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله وسنتى) اذا فالناس ضمنوا قضاء عادل لانه بامر الله وحسب حدود الله والسلطة التنفيذية داخل الدولة الاسلامية تابعة الى الخليفة خليفة المسلمين الذى تم اختياره من قبل المسلمين اذا فمن الطبيعى انها ستكون فى خدمة المسلمين وليست مع اهواء اى شخص لانهم هم فى الاصل عباد الله اى لن يفعلوا اى شىء يغضب الله فلن يطيعوا امر الخليفة فى شىء يتنافى مع الشرع وبهذا فان جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية يحكمها حاكم واحد هو حكم الله وشرع الله وبهذا نضمن الحرية والمسواة والتعبير والعدل داخل الدولة الاسلامية لانها فى جميع الاحوال تعود الى الله فى كل شىء ويحكمها شرع الله وكتابه وسنة نبيه• الليبرالية الاقتصادية هى مذهب اقتصادي يرى أن الدولة لا ينبغي لها أن تتولى وظائف صناعية ، ولا وظائف تجارية ، وأنها لا يحقّ لها التدخل في العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الأفراد والطبقات أو الأمم. بهذا المعنى يقال غالباً ليبرالية اقتصادية ويلاحظ أن هذا التعريف واقع على الليبرالية الكلاسيكية قبل التحول الكبير الذي تم في الليبرالية الجديدة كما سأوضح لاحقا .وأبرز النظم الاقتصادية الليبرالية هو نظام " الرأسمالية " التي رتّب أفكاره عالم الاقتصاد الاسكتلندي آدم سميث في كتابه ( ثروة الأمم ). ويدخل في الحرية التي يطالب بها الليبراليون حرية حركة المال والتجارة ، وحرية العمل وحرية التعاقد ، وحرية ممارسة أي مهنة أو نشاط اقتصادي آخذاً من الشعار الشهير للثورة الفرنسية " دعه يعمل دعه يمر." والذي يحكم قواعد اللعبة الاقتصادية وقيمها هو سوق العرض والطلب دون أي تقييد حكومي أو نقابة عمالية. فللعامل الحرية في العمل أو الترك كما لصاحب رأس المال الحرية المطلقة في توظيف العدد الذي يريد بالأجرة التي يريد. ولكن سبق أن ذكرنا أن المفهوم الليبرالي تغير وبرزت الليبرالية الجديدة عل السطح بعد الحرب العالمية الثانية بسبب الأزمات الاقتصادية الخانقة والكساد وذلك لتمركز رأس المال وظهور الاحتكارات الصناعية الضخمة ، وانهيار قاعدة الصرف بالذهب وأزمة الثورات العمالية في ألمانيا مما جعل الحكومات تتدخل لإنعاش الاقتصاد فتغيرت الأيديولوجية الليبرالية إلى القول بأهمية تدخل الحكومة لتنظيم السوق . الاقتصاد فى الاسلام له معنى اخر مهم جدا وواسع جدا بحيث انه جعل الناس جميعا شركاء فى الرزق الذى يرزقون به فهذا الرزق من عند الله فليس لاحد فضل فيه غير الله وبهذا فان الدولة كلها مبنية على اساس الطريقة التى يقسم الله الزق بها بين العباد وهذه هى الطريقة التى ارتضاها الله لعباده والزكاة فى المجتمع الاسلامى كنظام اقتصادى جعلت المشاركة داخل المجتمع فى كل شىء وان هذا المجتمع كل ما يملكه من خيرات هو ملك الله وليس ملك لاحد وانه لابد ان يراعى كل الافراد حق الله فى اكتساب هذا الرزق وفى التصرف به وايضا ليس من حق الغنى ان يتحكم فى المال وان يمنعه عن الفقير لانه هناك حق الله فى هذا المال فان اى مؤسسة اولا تقوم فى تجارتها وادرة هذه المنشاءة او اى ما يكون هذا السبب فى الدخل هو سبب سببه الله وان الزكاة تضمن حق الفقير فى مال هذا الغنى حق اثبته الله له وبهذا تتحقق المشاركة فى اكتساب الرزق لان الغنى الذى يسعى فى الحصول على الرزق سيساعده الفقير لانهما لهما مصلحة واحدة فى اكتساب الرزق بما احل الله له فهذا دافع اول لعدم الوقوف امام الغنى فى تنمية هذا المال طالما ان الزيادة فى مصلحة كل فرد داخل المجتمع الاسلامى وبيت المال داخل المجتمع الاسلامى يضمن لجميع المسلمين حقوقهم لانه يحفظ مال المسلمين الذين تشاركوا جميعا فى اكتسابه ولذا هم اول من سيحافظوا عليه وبهذا يتحقق مبدا المسواة فى الرزق والمشاركة فيه لانه اصبح ملك الله وان الله هو الذى وهبه للمسلمين وان للغنى والفقير حق فيه بما قضى شرع الله وبالطبع فان نظام بيت المال الموجود فى النظام الاسلامى لن يسمح بالتهرب الضريبى او سرقة المال لان اولا المجتمع باكمله شريك فى صناعة هذا المال وثانيا فانه لن يفرض على المجتمع اى شىء يهدر او يستغل الناس لكنه هو من مال الناس يحتفظ بمالهم لاجل منفعتهم ولهذا هواقوى وافضل بكثير من الانظمة الاخرى





.
توصيف الحل
بداية هذا الجزء قمت بإضافته كاملا من مقدمة الشيخ سيد قطب لكتابه فى ظلال القران فى تفسيره لكتاب الله العظيم القران الكريم

إنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة . . إلا بالرجوع إلى الله . .
والرجوع إلى الله - كما يتجلى في ظلال القرآن - له صورة واحدة وطريق واحد . . واحد لا سواه . . إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم . . إنه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها . والتحاكم إليه وحده في شؤونها . وإلا فهو الفساد في الأرض ، والشقاوة للناس ، والارتكاس في الحمئة ، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله: فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ؟ إن الله لا يهدي القوم الظالمين . .
إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار ، إنما هو الإيمان . . أو . . فلا إيمان . . وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم . . ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض ، والله ولي المتقين . .
والأمر إذن جد . . إنه أمر العقيدة من أساسها . . ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها . .
إن هذه البشرية - وهي من صنع الله - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله ؛ ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق ، وشفاء كل داء: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين . . إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم . . ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ، ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ، ولا تسلك في أمر نفسها ، وفي أمر إنسانيتها ، وفي أمر سعادتها أو شقوتها . . ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة . . وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز . ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه ، فترده إلى المصنع الذي منه خرج ، ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب ، الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف ، الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه: إنه عليم بذات الصدور . ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟ . .
ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة . البشرية المسكينة الحائرة ، البشرية التي لن تجد الرشد ، ولن تجد الهدى ، ولن تجد الراحة ، ولن تجد السعادة ، إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير ، كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير !
ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ، ونكبة قاصمة في حياتها ، نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات . .
لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعد ما فسدت الأرض ، وأسنت الحياة ، وتعفنت القيادات ، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة ؛ و ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس . .
تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن ، وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن ، وبالشريعة المستمدة من هذا التصور . . فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته . لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم ؛ كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا ، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور ، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء . . نعم ! لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال ، والعظمة والارتفاع ، والبساطة واليسر ، والواقعية والإيجابية ، والتوازن والتناسق . . . بحيث لا يخطر للبشرية على بال ، لولا أن الله أراده لها ، وحققه في حياتها . . في ظلال القرآن ، ومنهج القرآن ، وشريعة القرآن .
ثم وقعت تلك النكبة القاصمة . ونحي الإسلام عن القيادة . نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى ، في صورة من صورها الكثيرة . صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم ، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان !
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية . يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ؛ ثم يقولون لها:اختاري !!! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة ، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله !!! وهذا خداع لئيم خبيث . فوضع المسألة ليس هكذا أبدا . . إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني . إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة . . ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض . هذا المقام الذي منحه الله له ، وأقدره عليه ، ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه ؛ وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه ؛ ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع . . على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام ، والتقيد بشرطه في عقد الخلافة ؛ وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله . فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة ، والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى . . فهم سيئو النية ، شريرون ، يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال ، وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح ، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة وأن تطمئن إلى كنف الله . . .
وهنالك آخرون لا ينقصهم حسن النية ؛ ولكن ينقصهم الوعي الشامل ، والإدراك العميق . . هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية ، وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة . فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية ، وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ؛ ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا ، وللقيم الإيمانية مجالا آخر ؛ ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية ، وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا . اتبعوا منهج الله أم خالفوا عنه . حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس !
هذا وهم . . إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين . فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء . ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ؛ ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره . . وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن . ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف: ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم . ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم . وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه: فقلت:استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا . . وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . .
إن الإيمان بالله ، وعبادته على استقامة ، وإقرار شريعته في الأرض . . . كلها إنفاذ لسنن الله . وهي سنن ذات فاعلية إيجابية ، نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار .
ولقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية ، حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية . . هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ؛ ولكنها تظهر حتما في نهايته . . وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه . لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية . وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما . وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا . .
وفي الطرف الآخر تقف الحضارة المادية اليوم . تقف كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار ، بينما جناحه الآخر مهيض ، فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني . ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك . . لولا أنهم لا يهتدون إلى منهج الله وهو وحده العلاج والدواء .
إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون . فإنفاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون . . والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير . فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم ، كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم . وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني ، ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير ، ونظافة في الشعور ، وضخامة في الاهتمامات ، ورفعة في الخلق ، واستقامة في السلوك . . . وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية . . فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود .
والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود . وعمله وإرادته ، وإيمانه وصلاحه ، وعبادته ونشاطه . . . . هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة للوجود . . وكلها تعمل متناسقة ، وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق ، بينما تفسد آثارها وتضطرب وتفسد الحياة معها ، وتنتشر الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم: ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . . فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين مجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع . ولا يوحي بتمزيق هذا الارتباط ، ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق ، ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية ، إلا عدو للبشرية يطاردها دون الهدى ؛ وينبغي لها أن تطارده ، وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم . .

كما رأينا ا نفى مقدمة الشيخ سيد قطب كيف ربط بين هذا الدين وبناء المجتمع وان عدم وجود هذا الربط يؤدى الى انهايار المجتمع ككل















مميزات خاصة بالحل

التصور الاسلامى للبلد والارض والوطن
فى البطاقه الشخصيه توجد العديد من البيانات التى تعرف شخصية حامل هذه البطاقه من الاسم واسم الاب والنوع وتاريخ الميلاد والديانه والجنسيهاستطيع ان افهم كل هذه البيانات فالاسم يعرفنا باسم هذا الشخص واسم والده ونوع هذا الانسان وتاريخ ميلاده واهم بيان فى راى هو ديانة هذا الشخصهذه الخانه لاتحدد فقط مجرد دين يدين به هذا الشخص انما ايضا يحدد الهويه الفكريه فى رايى التى يؤمن بها هذا الشخص هذا الايمان الذى يحدد مدى اهمية حياته وهدفه فى هذه الحياة بينما سنذهب سريعا الى الخانة التاليه التى لااستطيع ان افهم ما معناها اعرف ان الذى يقراء هذه السطور من الممكن ان يكون ساخط ومتملق ولكن هذه الخانه المسماه الجنسيه ما معناها ما معنى ان اكون مصرى او عراقى او سعودى او قطرى او بحرينى او ليبى انا فى رايى ان هذه الخانه لم تضيف الا المزيد من التشتت والتمزق والبعد بين المسلمين وسوف اتطرق فيما بعد الى القوميه وموضوع العربيه ولكن الان دعونا نناقش بموضوعيه موضوع القطر الذى اعيش به وانا اكاد اجزم ان هذا ليس الانوع من العنصريه والغباء فى اّن واحد وهو ان من هذا الذى وضع تللك الحدود على الخرائط وما السبب الذى يمنعنى من ان اسافر مثلا من مصر الى ليبيا الا ان اكون حاملا لجواز سفر يوضح اننى مصرى والسؤال هو ما الفرق بين حبة الرمل التى تقع فى الجزء المسمى بالاراضى المصريه و حبة الرمل الاخرى الموجود فى تللك الاراضى المسماة باللاراضى اليبيه وما معنى ان تكون هناك حدود ما بين الهواء الموجود فى مصر والاخر الموجود فى ليبيا المسمى بالحدود الجويه لا استطيع ان افهم هذا كيف ان النسيم الموجود فى مصر يوجد حاجز بينه وبين الهواء الموجود فى ليبيا وهذا ليس الامثل وينطبق بالطبع على باقى البلدان العربيه هذه البلدان التى اصبحت تتسارع فيما بينها على ما يسمى بهذه الحدود بل ان الذى يقتلنى ان هناك من يسبون ويضربون بعضهم البعض من اجل ان يقول انا مغربى وانت مصرى ونشاهد فى المباريات مثلا المصريون يضربون فى مبارة بين فريقين ل الا يفوز المنتخب المصرى ويفوز المنتخب الليبي مثلا كيف وصلنا الى هذا النوع من التفكير وانتقل بكم الى ما هو اهم وهو ان اين تنتهى الحدود المصريه الاستراتجيه واين يجب ان تتحرك مصر لتدافع عن البعد الاستراتيجى لها ولكن بلد اخرى مثل لبنان تقتل من جيش اخر ومصر لاتحرك ساكنا بدعوى ان هذا بعيد عن الحدود المصريه واصبحت هذه الحدود ليست الا اشياء تقطع اوصال لا اقول العرب ولكن المسلمين ما معنى ان يقتل انسان مسلم فى مكان يبعد كيلو مترات عنى ولا افعل اى شىء والسؤال لماذا يصنع الانسان هذه العوائق ويقوم برسم خرائط وحدود على الورق لا تزيد الا الفرقه حقيقة لا استطيع ان افهم ما هذا انه ليس الا غباء من البشر حقيقة غباء بل قمة الغباء والقمة الاخرى من الغباء هى الاتيه
القوميه العربيه قمة العنصريه هذه التى نشأت فى عهد عبد الناصر وغنى لها وطبل المثقفين والمغنين فى هذا الوقت وهو ان مجموعة من البشر يربطهم لغه واحده يقومون بانشاء قوميه واحده انها قمة الغباء بل وقمة العنصريه وهو ابعد ما يكون عن الدين الاسلامى اصلا هذه الرسالة التى انزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذه الرساله العالميه التى الى الان فى رايى لم يستطيع ان يفهمها احد وهو ان الاسلام دين للعالم كله وليس للعرب فقط ما الفرق بين المسلم المصرى والمسلم اهندى او الباكستانى وما قيمة هذه القومية التى لم نقوم باى شىء الا اننا زدنا اولا من الفرقه بيننا وبين شعوبنا وبلادنا التى ان اصلا لا اعترف بوجودها فانا اريد ان اقول ان الغرب استطاع بكل براعه فى ان يفكك الدوله الاسلاميه بان صنع داخل عقول العرب مجموعة من الخرافات والتفاهات التى ما زادت المسلمين الا فرقة وتشتت استطاعوا ان يدموروا هذا المارد الاسلامى الذى صنع اعظم حضارة فى التاريخ هذه الحضارة لاتى اسسها الرسول عليه الصلاة والسلام فى قلوب الصحابة ونشروا هذه الدعوة الى بلاد العالم اجمع واجتازوا بها الحدود حينها كان المسلم فى العراق لا يحتمل ان يشاك مسلم فى المغرب او الاندلس وان الخلافه فى الشام تحكم المسلمين فى مصر وافريقيا هذا هو الاسلام الذى يدعو الى التكاتف ولاى السلام وهذ المفوم لن ينتهى عند هذا الحد بل سوف اشرح لكم هذ المفهوم بشكل اكبر و اوضح هذ المفهوم الذى يشمل الناس جميعا البشريه بأكملها
وابداء بسؤال منطقى ماذا لو اصبح العالم مجموعة من المواطنين كل قطر لايتعدى الكيلو مترات وهذا فى رايى هو الهدف الذى يسعى له الغرب وهذا ما يتم نسج خيوطه وتنفيذه على ارض الواقع وهو الشرق الاوسط الجديد او الكبير او بالاحرى الصغير وهو تقسيم العالم الاسلامى الى دويلات صغيره لانه وكما تعلمون فان الاتحاد قوة وامريكا لاتريد من دول المنطقة ان تظل متحدة ولكن تريدها منحله وهذا مايحدث على ارض الواقع فبعد ان تقسمت المنطقة الى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها على حدود زائلة ليس لها معنى قامت حرب العراق والكويت الاولى المسماة بحرب الخليج الاولى وكانت بعد حرب العراق وايران على جزيرة صغيرة تقع فى منطقة الخليج العربى لا مكان لها يذكر على الخريطة ذهبت العراق فى حرب مع الكويت من خلالها استطاعت ان تضع اول قدم لها فى المنطقة وبدات فى تنفيذ المخطط الكبير وتقسيم مصر الى ثلاث مناطق بعد ان اصبحت قائمة على المواطنة وطبعا ليس ببعيده مشكلة دارفور التى اصبحت منطقة محظور الطيران داخل نطاقها الجوى وتصورها امريكا بانها تغتصب فيه الحقوق وطبعا مشكلة الصحراء الغربية بين موريتنيا والمغربومشكلة الاقصى المغتصب ومشكلة كاشمير المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان ومناطق روسيا المنحلة الجديدة التى لعبت فيها امريكا دورا كبيرا لكى تنهى على الاتحاد السيوفيتى المنهار ومشاكل كثيرة فى العالم اساسها هو مايسمى على الخرائط الحدود التى الى الان لاافهم ما معنها وتصورو عندما يصبح العالم مجموعة من الدويلات عندها تقوم الحرب بين بلدان العالم ونصبح فى غابة من الدمار والتخريب والقتل والتشريد والدماء التى لن تنهى لان كل دوله ستصبح طامعه فيما تتمع به الدوله الاخرى من مميزات وخيرات وعندها يصبح العالم كله منطقةموبؤة بالدمار والتخريب هذا هو نهاية الفكر الحديث والدولة الحديثة وما يسمونه الحضارة وماذا جنينا من وراء تقسيم العالم الى دويلات ومناطق متنازع عليها ما هو الهدف ومن المستفيد الاكبر من هذه الحروب والى من يعود ريع الحروب الموجودة فى افريقيا واسيا ومن هم ورائها ومن المخطط لها


1-اولا العالم كله جزء لايتجزء من بعضه خلقه الله سبحانه وتعالى جزء واحد ثم خلق البشر
2-ثانيا يقول المولى عز وجل وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ان اقربكم عند الله اتقاكم
والقوميات والاعراق ستعرف ان الانسان لمو يخاق لكى يحارب من اجل قوميته ولا من اجل عروبته ولا من اجل نوعه او جنسه وانما من اجل الدين الذى خلقه الله وسيسأله عليه هذه الارض التى نعيش عليها لم نخلق لنعبدها ونتحارب عليها ولكن خلقنا لكى نعبد اله الذى خلقا وسوف يسألنا عما فعلنا فيها ولماذا تقتلنا فيما بيننا 3- لهذا انا اريد ان يكون العالم كله كما ارد الرسول عليه الصلاة والسلام امة واحدة وهذا هو الاساس الذى بنية عليه الدولة الاسلامية
4-جمال عبد الناصر واى رئيس لم يرد الا قومية عربية اسلامية وبهذا فمن حق الباكستانى ان يقوم بقومية اسلامية شرق اسياوية وعندها يتحارب المسلمون فيما بينهم على قوميتهم او عرقياتهم
5- اما بهذا الشكل فسوف نعرف ان اسرائيل لم تريد ان تحارب من اجل الحصول على قطعة ارض وانما من اجل دين وعقيدة يؤمنون بها وهى العقيدة اليهودية التى من اجلها اتوا من جميع انحاء العالم
6- اما نحن فنحارب من اجل القومية فى حرب 67ومناجل هذا خسرنا وانهزمنا لاننا حاربنا ليس فى سبيل الله وانما فى سبيل القومية العربة والاتحلد وما ادرى من اشياء لا قيمة ها
7-انا عندما اندى الى دولة اسلامية تشتمل على المسلمين فى العالم من شرقة الى غربه فهذا ليس شىء غير منطقى او غير عقلانى او غير واقعى هذا لان هذا ما قد تم وهذه هى الدولة والحضارة الاسلامية التى اخرجت اعظم العلماء وانبغهم يؤمنون بالله وبرسوله واليوم الاخر ويبنون من اجل الله واجل خدمة المسلمين بهذا اصبحوا خير امة اخرجت للناس يؤمنون بالمعروف وينهون عن المنكر وانشأو افضل حضارة فى التاريخ
8- ماذا تريد امريكا من العولمة لو انكم مفكرين تفهمون ماذا يحاك لكم لكنتم عرفتم انا هذا كله ليس الا من اجل طمس الهوية الفكرية للمجتمع الاسلامى وللمسلمبن وتدمير عقائدهم وما هم يؤمنون به عندها فقط سوف ينتهى الاسلام والمسلمين ويتم تدمير المجتمع الاسلامى كله منخلال الاحتلال الفكرى للجتمع الاسلامى وهذه هى الحرب التى اعلن عنها الرئيس الامريكى المسماة بالحرب على الارهاب وانماهى حرب على الاسلام وتدمير جميع المسلمين فى العالم واظهارهم بشكل لنهم متخلفين ليس لهم قيمة او ثقافة او حضارة او هوية فكرية وتمسيلهم بانهم مجموعة من الرعاع
9- بهذا الشكل يكون تحقق للصهاينة هدفهم بالفوز على الاسلام والانتهاء منه وتحقيق الهدف المنشود من الاعتقاد الدينى للصهاينة
هذا الجزء قمت بإضافته من كتاب الشيخ سيد قطب فى ظلال القران
(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا وكيف تقعدون عن القتال في سبيل الله ); واستنفاذ هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان هؤلاء الذين ترتسم صورهم في مشهد مثير لحمية المسلم وكرامة المؤمن ولعاطفة الرحمة الإنسانية على الإطلاق هؤلاء الذين يعانون أشد المحنة والفتنة ; لأنهم يعانون المحنة في عقيدتهم والفتنة في دينهم والمحنة في العقيدة أشد من المحنة في المال والأرض والنفس والعرض لأنها محنة في أخص خصائص الوجود الإنساني الذي تتبعه كرامة النفس والعرض وحق المال والأرض ومشهد المرأة الكسيرة والولد الضعيف مشهد مؤثر مثير لا يقل عنه مشهد الشيوخ الذين لا يملكون أن يدفعوا وبخاصة حين يكون الدفع عن الدين والعقيدة وهذا المشهد كله معروض في مجال الدعوة إلى الجهاد وهو وحده يكفي لذلك يستنكر القعود عن الاستجابة لهذه الصرخات وهو أسلوب عميق الوقع بعيد الغور في مسارب الشعور والإحساس ولا بد من لفتة هنا إلى التصور الإسلامي للبلد والأرض والوطن إن هذه القرية الظالم أهلها التي يعدها الإسلام في موضعها ذاك دار حرب يجب أن يقاتل المسلمون لاستنقاذ المسلمين المستضعفين منها هي مكة وطن المهاجرين الذين يدعون هذه الدعوة الحارة إلى قتال المشركين فيها ويدعو المسلمون المستضعفين هذه الدعوة الحادة للخروج منه إن كونها بلدهم لم يغير وضعها في نظر الإسلام حين لم تقم فيها شريعة الله ومنهجه ; وحين فتن فيها المؤمنون عن دينهم وعذبوا في عقيدتهم بل اعتبرت بالنسبة لهم هم أنفسهم دار حرب دار حرب هم لا يدافعون عنها وليس هذا فحسب بل هم يحاربونها لإنقاذ إخوتهم المسلمين منها إن راية المسلم التي يحامي عنها هي عقيدته ووطنه الذي يجاهد من أجله هو البلد الذي تقام شريعة الله فيه ; وأرضه التي يدفع عنها هي دار الإسلام التي تتخذ المنهج الإسلامي منهجا للحياة وكل تصور آخر للوطن هو تصور غير إسلامي تنضح به الجاهليات ولا يعرفه الإسلام

var ns = (navigator.appName.indexOf("Netscape") != -1);
var d = document;
FloatDiv("divBottomLeft",10,-110).floatIt();
function FloatDiv(id, sx, sy)
{
var el=d.getElementById?d.getElementById(id):d.all?d.all[id]:d.layers[id];
var px = document.layers ? "" : "px";
window[id + "_obj"] = el;
if(d.layers)el.style=el;
el.cx = el.sx = sx;el.cy = el.sy = sy;
el.sP=function(x,y){this.style.left=x+px;this.style.top=y+px;};
el.floatIt=function()
{
var pX, pY;
pX = (this.sx >= 0) ? 0 : ns ? innerWidth :
document.documentElement && document.documentElement.clientWidth ?
document.documentElement.clientWidth : document.body.clientWidth;
pY = ns ? pageYOffset : document.documentElement && document.documentElement.scrollTop ?
document.documentElement.scrollTop : document.body.scrollTop;
if(this.sy


التصور الحقيقي لفرض الجهاد

ان فكرة الجهاد تنبع من قيمة ايمان المسلم بهذا الدين نشره هذا لما يحضه الله عليه وايضا لما يوجد فى هذا الدين من قيمة انسانية تفيد البشر كافة ولكن عند هذا فقط نرى ان هناك اناس اخرون يؤمنون بانهم ايضا عندهم مبادىء هى اسمى وافضل ومن حقهم المحاربة حفاظا عليها ولان هذه النقطة بها جدلية بحته شرع الجهاد اصلا لان لكل فريق ما يؤمن ب هوانا لا انا قشه فيه وهو حر فيما اختاره لنفسه ولكن من حق المسلم ان ينشر دعوته دون ان يعترض على الاخرين فى افكارهم ودون ان يدمر عقائدهم او مقدساتهم ولكن اذا اعترض الاخرون على نشر هذا الفكر وحدث الصدام فعلى المنسلم ان يجاهد فى سبيل الله لنشر دين الله لانه خلق اصلا من اجل هذا الهدف ومن اجل نشر هذه الدعوه (لكى تكون كلمة الله هى العليا وكلمة اللذين كفروا السفلى )
وانه لو كان الكافرين من غير المسلمين لهم مايؤمنون به ويدافعون عنه فمصيرنا ومصيرهم الى الله وهو الذى يحكم بيننا وبينهم يوم القايمة اما فى هذه الدنيا فنحن نسعى بما نؤمن به وليس علينا ان نعلم الغيب وليس من قدرتنا هذا ولكن لابد لنا ان ننشر دين الله فى ارضه ونحن لن نتخاذل عن هذا ابدا ولو كان هذا هو قدرنا فهذا هو امر الله

(كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيأ وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيأ وهو شر لكم)
فانه ليس من اختيارنا ان نقاتل ولكنه امر الله وانه لابد ان نوضح الاسلام كدين وندعوات الناس اليه فاذا رفضوا لهم دينهم ولنا دين ولكن اذا لم يرغبوا ان يقيموا حدود الله فى ارضه هنا علينا ان نجاهد فى سبيل الله لكى نبرز الحق ولكى يعلم الناس كافة ان هناك دين ابتعث الله به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام لينذر الناس ويحل لهم الحلال ويحرم عليهم الخبائس والمحرمات ولكى يستقيم للناس دنياهم وتستقم حياتهم على منهج الله


(الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا)

الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله لتحقيق منهجه وإقرار شريعته وإقامة العدل بين الناس باسم الله لا تحت أي عنوان آخر اعترافا بأن الله وحده هو الإله ومن ثم فهو الحاكم والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت لتحقيق مناهج شتى غير منهج الله وإقرار شرائع شتى غير شريعة الله وإقامة قيم شتى غير التي أذن بها الله ونصب موازين شتى غير ميزان الله ويقف الذين آمنوا مستندين الى ولاية الله وحمايته ورعايته ويقف الذين كفروا مستندين إلى ولاية الشيطان بشتى راياتهم وشتى مناهجهم وشتى شرائعهم وشتى طرائقهم وشتى قيمهم وشتى موازينهم فكلهم أولياء الشيطان ويأمر الله الذين أمنوا أن يقاتلوا أولياء الشيطان ; ولا يخشوا مكرهم ولا مكر الشيطان فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا وهكذا يقف المسلمون على أرض صلبة مسندين ظهورهم إلى ركن شديد مقتنعي الوجدان بأنهم يخوضون معركة لله ليس لأنفسهم منها نصيب ولا لذواتهم منها حظ وليست لقومهم ولا لجنسهم ولا لقرابتهم وعشيرتهم منها شيء إنما هي لله وحده ولمنهجه وشريعته وأنهم يواجهون قوما أهل باطل ; يقاتلون لتغليب الباطل على الحق لأنهم يقاتلون لتغليب مناهج البشر الجاهلية وكل مناهج البشر جاهلية على شريعة منهج الله ; ولتغليب شرائع البشر الجاهلية وكل شرائع البشر جاهلية على الله ; ولتغليب ظلم البشر وكل حكم للبشر من دون الله ظلم على عدل الله الذي هم مأمورون أن يحكموا به بين الناس كذلك يخوضون المعركة وهم يوقنون أن الله وليهم فيها وأنهم يواجهون قوما الشيطان وليهم فهم إذن ضعاف إن كيد الشيطان كان ضعيفا ومن هنا يتقرر مصير المعركة في حس المؤمنين وتتحدد نهايتها قبل أن يدخلوها وسواء بعد ذلك استشهد المؤمن في المعركة فهو واثق من النتيجة أم بقي حتى غلب ورأى بعينيه النصر ; فهو واثق من الأجر العظيم من هذا التصور الحقيقي للأمر في كلتا حالتيه انبثقت تلك الخوارق الكثيرة التي حفظها تاريخ الجهاد في سبيل الله في حياة الجماعة المسلمة الأولى ; والتي تناثرت على مدى التاريخ في أجيال كثيرة وما بنا أن نضرب لها هنا الأمثال ; فهي كثيرة مشهورة ومن هذا التصور كان ذلك المد الإسلامي العجيب في أقصر فترة عرفت في التاريخ ; فقد كان هذا التصور جانبا من جوانب التفوق الذي حققه المنهج الرباني للجماعة المسلمة على المعسكرات المعادية ذلك التفوق الذي أشرنا إليه من قبل في هذا الجزء وبناء هذا التصور ذاته كان طرفا من المعركة الكلية الشاملة التي خاضها القرآن في نفوس المؤمنين وهو يخوض بهم المعركة مع أعدائهم المتفوقين في العدد والعدة والمال ; ولكنهم في هذا الجانب كانوا متخلفين ; فأمسوا مهزومين وها نحن أولاء نرى الجهد الذي بذله المنهج في إنشاء هذا التصور وتثبيته فلم يكن الأمر هينا ولم يكن مجرد كلمة تقال ولكنه كان جهدا موصولا لمعالجة شح النفس وحرصها على الحياة بأي ثمن وسوء التصور لحقيقة الربح والخسارة وفي الدرس بقية من هذا العلاج وذلك الجهد الموصول